نص ( مناجاة من الغربة) لابن زيدون *

مناجاة من الغربة "لابن زيدون"[

[]ابن زيدون : رسالة من محب في غربة [/u]

هل تذكرون غريبا عاده شجن__________من ذكركم و جفا أجفانه الوسن

يخفي لواعجه و الشوق يفضحه________فقد تساوى -لديه- السر و العلن

يا ويلتاه , أيبقى في جوانحه____________فؤاده و هو بالأطلال مرتهن

و أرق العين و الظلماء عاكفة_________ ورقاء قد شفها إذ -شفني- حزن

فبت أشكو و تشكو فوق أيكتها_________ و بات يهفو إرتياحا بيننا الغصن

يا هل أجالس أقواما أحبهم؟__________كنا و كانو -على عهد- فقد ظعنو

أو تحفظون عهودا لا أضيعها__________إن الكرام بحفظ العهد تمتحن

إن كان عادكم عيد , فرب فتى______بالشوق قد عاده -من ذكركم- حزن

و أفردته الليالي من أحبته______________فبات ينشدها مما جنى الزمن

بم التعلل؟ لا أهل و لا وطن________ و لانديم! و لا كأس و لا سكن![/u][/center]

[/color][/size][/right]

mwdooa

[right][b][size=21]احمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م - أول رجب 463 هـ/4 أبريل 1071 م) شاعر أندلسي، برع في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا، كما تميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي. ابن زيدون كان وزيرا، وكاتبا، وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائفبالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس. اتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف.
فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجلاً مقرباً إلى أن توفي بإشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد.
أشهر قصائده، نونيته: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان "ولادة" إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولادة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.

2- جو النص :
فى العيد يلتقى الأهل، ولكن الهارب من السجن الخائف من بطش الملك يظل شريداً بلا أهل ولا وطن فيزداد حزنا وألما، ومن هذه التجربة المؤلمة التى عاشها ابن زيدون أبدع هذه القصيدة يناجى بها أهله وأحبابه.

3- غرض النص :
الحنين إلى الأهل والوطن.

4- الأفكار :
تدور حول الغربة والشوق والأرق، ومشاركة الحمامة البكاء، والإصرار على الوفاء بالعهد - والشعور بالحزن فى العيد.

5- الألفاظ :
ملائمة للجو النفسى الحزين، والعبارات مترابطة ومعظمها خبرى وبعضها إنشائى وفيها بعض المحسنات.

6- الصور :
تعتمد على التشبيه والاستعارة والكناية وفيها تجسيم وتشخيص وتوضيح.

7- الموسيقا :
ظاهرة فى الوزن والقافية والتصريع وبعض المحسنات وخفية نابعة من انتقاء الألفاظ وترابط الأفكار وجمال الصور.

8- ملامح شخصية الشاعر :
(أ) رقيق القلب كثير الشوق حار الشعور.
(ب) يمتاز بالوفاء وحفظ العهود.
(جـ) متأثر بما حوله من مظاهر الطبيعة.
(د) له إلمام بالتراث وشعر السابقين.

9- أثر البيئة فى النص :
(أ) الصراع فى الأندلس بين ملوك الطوائف.
(ب) المنافسة بين الوزراء والشعراء واستجابة الملوك للوشايات.
(جـ) كثرة الأشجار والطيور فى الأندلس.

المفردات : 1:هل تذكرون غريبا عاده شجن من ذكركم وجفا أجفانه الوسن
الشرح : يكلم الشاعر أهله عن بعد فيقول : أتمنى أن تذكرونى وأنا أعانى الغربة والحزن وابتعاد النوم عن عيني .
الجمال : 1: هل تذكرون : استفهام للتمنى . 2: عاده شجن : استعارة مكنية .3: غريبا : أوحت بالألم . 4: من ذكركم : دل على سبب الحزن . 5: جفا أجفان الوسن : استعارة مكنية . 6: أجفان : مجاز مرسل عن العيون علاقته الجزئية . 7: جفا – أجفان : جناس ناقص . 8: الوسن : أوحت بأنه لا يتمتع حتى بالراحة . 9: الشجن – الوسن : تصريع أعطى موسيقى .
2: يخفى لواعجه والشوق يفضحه فقد تساوى – لديه - السر والعلن
الشرح : وأحاول أن أخفى أشواقى ولكن الشوق يفضحنى ، ويكشف حبى لأهلى ، والمشتاق يتساوى أمره ن فسره لا يخفى على أحد …
الجمال : 1 : يخفى لواعجه : أوحى بالتجلد . 2: الشوق يفضحه : استعارة مكنية . 3: يخفى – يفضح ، السر – العلن :طباق . 4: قد : توكيد .
3: يا ويلتاه ، أيبقى فى جوانحه فؤاده وهو بالأطلال مرتهن؟
الشرح : وأتحسر على نفسى ، فكيف يستقر قلبى بين ضلوعى وهو متعلق بالذكريات .
الجمال : 1: يا ويلتاه : أسلوب استغاثة دل على الحسرة . 2: أيبقى..: استفهام للتحسر والاستبعاد والتعجب . 3:وهو بالإطلال مرتهن : استعارة مكنية . 4: الجوانح : مجاز مرسل عن الصدر علاقته الجزئية .
4: وأرق العين والظلماء عاكفة ورقاء قد شفها –إذا شفى– حزن
الشرح : ومنعت حمامة النوم عن عيني ليلا ، هذه الحمامة قد أضعفها الحزن كما أضعفنى ..
الجمال : 1: أرق – ورقاء : جناس ناقص . 2: قد : توكيد . 3: شفها حزن : استعارة مكنية . شبه الحمامة بإنسان حزين . 4: حزن : نكرة للشمول .5: إذ شفى : دلت على المشاركة الوجدانية . 6: البيت فيه التفات .. ما الالتفات؟
5: فبت أشكو وتشكو فوق أيكتها وبات يهفو ارتياحا بيننا الغصن
الشرح : وبت أشكو فراق أهلي ، والحمامة فوق شجرتها تشكو فراق أليفها ، وبات الغصن يميل سرورا بيننا .. لأنه بلا قلب .
الجمال : 1: فبت أشكو : نتيجة للألم .. وأوحى بارتباط الليل بالهموم . 2: تشكو فوق أيكتها : استعارة مكنية . 3: يهفو الغصن : استعارة مكنية .3: أشكو – ارتياحا : طباق .
6: يا هل أجالس أقواما أحبهم كنا وكانوا - على عهد - فقد ظعنوا
الشرح : وأتمنى أن ألقى قومى وأجالسهم ، وقد كنا على عهد وافترقنا .
الجمال : 1: يا: حرف للتنبيه – أو للنداء والمنادى محذوف والتقدير " يا قوم " .2: هل أجالس : استفهام للتمنى . 3: أقواما : جمع نكره ليشمل الأهل والأحباب.
7:أو تحفظون عهودا لا أضيعها إن الكرام بحفظ العهد تمتحن
الشرح : وأتمنى أن تكونوا محافظين على العهد مثلى .. فالكريم يمتحن بحفظ العهد .
الجمال : 1: تحفظون – أضيع : طباق . 2: إن الكرام بحفظ العهد تمتحن : حكمة مؤكدة بإنّ . 3: إن الكرام بحفظ العهد تمتحن : إطناب بالتذييل يؤكد المعنى .
8: إن كان عادكم عيد فرب فتى بالشوق قد عاده - من ذكركم - حزن
الشرح : وإن كان العيد جاءكم بالسرور والسعادة ، فإنه جاءنى بالأحزان بسبب الشوق إليكم .
الجمال : 1: عادكم عيد : استعارة مكنية . 2: عاد – عيد : جناس ناقص .3: عيد – حزن : طباق . 4: رب : للتكثير
9: وأفردته الليالى من أحبته فبات ينشدها مما جنى الزمن
بم التعــلل ؟ لا أهل ولا وطن ولا نديم ولا كـأس ولا وطن
الشرح : وأبعدتنى الليالى عن أحبتى فظللت ساهرا أنشدها شعرا مما قال المتنبى الذى عاش مثل ظروفى وبعد عن أهله وجاءه العيد فأنشد قائلا : بم التعلل .. إلخ ( أى بأى شئ يكون الصبر ولا أهل ولا وطن ولا صديق وحبيب يرتاح إليه ) .
الجمال : 1: أفردته الليالى : استعارة مكنية . 2: ينشدها : استعارة مكنية .3: جنى الزمن : استعارة مكنية . 4: بم التعلل : استفهام للنفى . وأوحى بالحسرة . 5: تكرار النفى للتوكيد . 6: نلاحظ التصريع فى البيت العاشر لأنه مطلع لقصيدة للمتنبى .. أخذه ابن زيدون وضمه لقصيدته .. وهذا يسمى بـ(التضمين) .

تعليـــق
1: غرضه : الحنين إلى الأهل والوطن .
2: تحققت فى النص الوحدة العضوية لوحدة الموضوع ( وهو الحنين إلى الوطن ) والجو النفسى ( وهو الحزن )
3: الأفكار : واضحة – مترابطة ..
4: الألفاظ : جاءت دالة على الحزن العميق بسبب الغربة مثل ( شجن – لواعجه – يا ويلتاه – أرق – حزن – ظعنوا – أفردته .. ) .. والمحسنات غير متكلفة .
5: الصور : عبرت أيضا عن العاطفة بما فيها من تشخيص وتجسيم ..
6: شخصية الشاعر : رقيق – مرهف الحس – معتز بكرامته – وفىّ – متأثر بالطبيعة – واسع الثقافة .
7: أثر البيئة : 1: صراع ملوك الطوائف . 2: الوشاية .
3: الأشجار العظيمة.
8: الخصائص الفنية لأسلوبه :
1: الألفاظ الملائمة للجو النفسى و الإكثار من أساليب الاستفهام ..
2: تنوع العبارة بين الخبر والإنشاء .
3: كثرة الجمل الاعتراضية التى تخدم المعنى .
4: المعانى واضحة ومترابطة .
5: جمال الخيال .
6: وضوح الموسيقا .
7: المحسنات غير متكلفة .
8:الوحدة العضوية ووحدة الجو النفسى .

سؤال
:هل تذكرون غريبا عاده شجن من ذكركم وجفا أجفانه الوسن
يخفى لواعجه والشوق يفضحه فقد تساوى – لديه - السر والعلن
يا ويلتاه ، أيبقى فى جوانحه فؤاده وهو بالأطلال مرتهن؟
وأرق العين والظلماء عاكفة ورقاء قد شفها –إذا شفى– حزن
فبت أشكو وتشكو فوق أيكتها وبات يهفو ارتياحا بيننا الغصن

1 – ماذا يتمنى الشاعر في البيت الأول ؟

2 – بم يوحي الاستفهام في البيت الأول ؟

3 – لم غير الشاعر طريقة أسلوبه من صيغة الغائب إلى المخاطب ؟

4 - ما معنى : عاده : جفا : لواعجه :
جوانح : عاكفة : ورقاء : الحمامة . والجمع ( ورق - وراقى - وراق).
5 – ما مفرد : أجفان : لواعج : جوانح :
6 – ما جمع : غريب : شجن : فؤاد :
ورقاء : أيكة : غصن :
7 : استخرج لونا بيانيا وبين نوعه وسر جماله ؟

8 – استخرج محسنا بديعيا وبين نوعه وسر جماله ؟

9 – ما الذي أرق عين الشاعر ؟

10 – عقد الشاعر مقارنة بينه وبين حمامة وبين غصن .. وضحها ؟

11 – ما أهم الخصائص الفنية للشاعر ؟
منقووووووووول* نص ( مناجاة من الغربة) لابن زيدون * Images?q=tbn:ANd9GcQRsf5UwV3gXeL8THK12hnsD6OUk54O7RkQIk5hoOgDCdt4QHyXyI-42Ik

نص ( مناجاة من الغربة) لابن زيدون * Images?q=tbn:ANd9GcQRsf5UwV3gXeL8THK12hnsD6OUk54O7RkQIk5hoOgDCdt4QHyXyI-42Ik

» نصوص / اختيار الصديق ( لابن المقفع)*****
» نصوص: بطولة صلاح الدين ( لابن سناء الملك) حفظ
» فيديو / نونية ( ابن زيدون )*
» نصوص للصف الثانى الثانوى ( فى تربية الأبناء ) لابن خلدون.
» نص ( معاملة الطلاب ) لابن خلدون *****