اتفاقية بين مصر وإيطاليا لتصحيح أوضاع المهاجرين المصريين .. مشاورات مكثفة مع السلطات الإيطالية لتوسيع فرص للعمالة المصرية المدربةوقعت مصر وايطاليا اتفاقية لتوفيق أوضاع المصريين وتعزيز مجالات تدريب العمالة المصرية لتلائم أسواق العمل في إيطاليا, ودعم جهود مكافحة الهجرة غير المشروعة التي تتدفق علي السواحل الاوروبية. وصرح السفير محمد منيسي مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية بعد توقيعه علي الاتفاقية لمراسل الاهرام بأنها تتضمن أيضا اعادة توطين المصريين المقيمين حاليا بشكل غير شرعي في ايطاليا, مع موافقة الجانب الايطالي علي تحمل نفقات ترحيل المهاجرين المصريين غير الشرعيين الي مصر, كما تعهد الجانب الايطالي بحسن معاملة المصريين المبعدين.
وقال سفير مصر لدي إيطاليا أشرف راشد إن موضوع الهجرة أخذ بعدا مهما في العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا, حيث يتفق الجانبان علي أن الهجرة تمثل ظاهرة صحية وكثير من المجتمعات الاوروبية في حاجة للعمالة الخارجية لكنها يجب أن تخضع لمعايير وقواعد تؤمن صلاحيتها, ومن أجل ذلك تجري مشاورات مكثفة مع السلطات الايطالية لتوسيع فرص عمل للعمالة المصرية المدربة وفقا لقانون الاقامة والعمل في إيطاليا, واضاف أن الاتفاقية مرتبطة بالتعاون مع الحكومة الايطالية لزيادة أعداد المهاجرين المصريين الشرعيين في إيطاليا في اطار اتفاق التعاون في مجال الهجرة الموقع بين البلدين في نوفمبر2005, بالاضافة للتعاون من أجل الحد من الهجرة غير الشرعية لدرء المخاطر المرتبطة بها في السنوات الاخيرة سواء فيما يتعلق بالاستغلال أو الاخطار خلال رحلات السفر غير الشرعية. وأضاف السفير اشرف راشد ان مصر وإيطاليا وقعتا عام2005 اتفاقية توفير فرص للعمالة المصرية, دخلت حيز التنفيذ العام الماضي, ومن ثم تكتسب اتفاقية توفيق أوضاع المهاجرين المصريين غير الشرعيين الذين لديهم عمل فعلي حاليا في إيطاليا أهمية قصوي خاصة انها ترتكز علي عدة نقاط رئيسية أولاها تقنين مساهمة الجانب الايطالي في تدريب العمالة المصرية وفقا لاحتياجات سوق العمل الايطالية وإعادة توطين الهجرة المصرية غير الشرعية للوطن ووضع أسس مواجهة مشاكل المصريين في إيطاليا والايطاليين في مصر بصورة منظمة.
وقد عقد السفير محمد منيسي واللواء محمد وهبة نائب مدير مصلحة الجوازات والجنسية لقاءات مع وكيل وزارة الخارجية والمسئولين بوزارة التضامن الاجتماعي الايطالية كما عقدوا لقاء مطولا مع أعضاء الجالية المصرية في روما حضره السفير المصري أشرف راشد والقنصل وائل النجار استمعوا خلاله لمشاكل الجالية ووعدوا بحلها خاصة مشكلة حسم وتسوية أوضاع المهاجرين المتهربين من التجنيد الذي تخطوا سن الثلاثين وتأخر اصدار الشهادات وربط ابناء الجيلين الثاني والثالث بالوطن الام من خلال تأسيس مدارس تقوم بتعليم اللغة العربية وانشاء صندوق بدعم من الدولة لإعانة الحالات العاجلة للمصريين المقيمين في الخارج خاصة المشاكل القانونية المشروعة والحالات الانسانية الملحة.
اتفاقية وبرنامجا للتعاون في تشغيل العمالة وتنظيم الهجرة
بدأت وزارة القوي العاملة والهجرة في تنفيذ دراسة شاملة لعشر اتفاقيات وثمانية برامج تنفيذية مع18 دولة عربية وأوروبية لتقييمها وتفعيلها في مجالات تنظيم وتيسير العمل وتقنين الهجرة والتعاون في مجالات التدريب والتشغيل.
وقالت السيدة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة والهجرة ان الهدف من دراسة الاتفاقيات والبرامج هو إعادة صياغة أي اتفاقية تحتاج للتعديل, وذلك لمواكبة المتغيرات التي تطرأ علي أسواق العمل بالخارج وفي ضوء المستجدات التشريعية والادارية والاقتصادية التي شهدها العالم خلال الفترة الماضية خاصة ان بعض الاتفاقيات تم توقيعها منذ أكثر من عشرين عاما وتحتاج لتحديث.
وأشارت الوزيرة إلي ان هناك دراسة تدور حول تنظيم استخدام العمالة المصرية في الدول العربية والتعاون الفني بين الوزارات والهيئات المعنية بالتشغيل والتدريب, وإدارة شئون الهجرة بالإضافة إلي اتفاقيات الحريات الاربع المبرمة بين مصر وعدد من الدول العربية والتي تشمل إلي جانب العمل حرية التنقل والاقامة والتملك.
وأضافت الوزيرة انه تم خلال الفترة الماضية اتخاذ اجراءات تنفيذية لتطبيق عدد من الاتفاقيات مع الاردن وليبيا وايطاليا ودراسة مشروع التوسع في الهجرة مع الأتحاد الاوروبي.
وعلي جانب آخر تفتتح الوزيرة ووزير الدولة لشئون البيئة اليوم المؤتمر الاقليمي حول أثر التغيرات المناخية علي الفقر وفرص العمل والذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالاشتراك مع اتحاد نقابات عمال الزراعة والري بدول حوض النيل برئاسة المهندس محمد عبدالحليم الأمين العام للاتحاد.
جهود الاعلام المصري في مكافحة هذه الظاهرة:
عقدت حلقة نقاشية عن دور الإعلام والإتصال الجماهيرى فى توعية الشباب بمخاطر الهجرة غير الشرعية من خلال "مشروع الحملة الإعلامية" وذلك يوم الثلاثاء الموافق 14 مارس 2006 تحت رعاية السيدة الأستاذة عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة وذلك بالتعاون مع الحكومة الإيطالية ومنظمة الهجرة الدولية .
تم إفتتاح الندوة وقد تحدث بالجلسة الإفتتاحية كلا من :
السيدة الدكتورة نسمة البطريق المستشار الإعلامى لمشروع الحملة الإعلامية :
والتى أكدت على ضرورة تعاون الوزارات المعنية بقضايا الهجرة غير الشرعية
ثم تحدث السيد برونو بوتا المدير الأجنبى لمشروع الحملة الإعلامية وأشار إلى أنه تم بدء الحملة الإعلامية بالفعل كما تم توقيع إتفاقية بين وزارتى العمل الإيطالية والمصرية فى مجال العمالة ليحصل بمقتضاها العمال المصريين فى إيطاليا على حقوق مساوية للعمالة الإيطالية .
• بعد ذلك تحدثت السيدة يوليانا إستيفان مدير مكتب منظمة الهجرة الدولية بالقاهرة عن إهتمام منظمة الهجرة بمحاربة عصابات تهريب البشر وإستغلاله .
• واختتمت السيدة الأستاذة عائشة عبد الهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة الجلسة الإفتتاحية بكلمة أشارت فيها سيادتها إلى أن الهجرة غير القانونية تعبر عن ظاهرة دولية أصبحت لاتخلو منها منطقة فى العالم وتعكس هموما ومشاكل محلية ووطنية ودولية ومن هنا تجئ الأهمية المعقودة على هذه الحلقة وأن مبعث مخاوفنا من ظاهرة الهجرة غير القانونية التى كانت مصر بعيدة عنها أنها تمس جانبا من قطاع الشباب المصرى الباحث عن العمل هذا القطاع الذى يوليه الرئيس مبارك إهتماما خاصا وأولوية متقدمة فالشباب عماد الحاضر وقادة المستقبل ومن أجلهم تتم عمليات التطوير السياسى والتحديث الإقتصادى والإجتماعى لإتاحة مزيد من فرص العمل أمامهم فى مختلف القطاعات . كما أشارت إلى أن الحكومة من جانبها تعمل جاهدة لتنفيذ برنامج الرئيس مبارك لخلق فرص عمل جديدة للشباب فى كل المجالات ولن يتحقق ذلك بجهد الحكومة وحدها فهو مسئولية إجتماعية ووطنية مشتركة ، فتحقيق هذا البرنامج الطموح يتطلب تكاتف جميع الجهود بما فيها القطاع الخاص والإستثمارى وجهود أبناء الوطن حتى يتحقق هذا الهدف وأن من حق الشباب أن يحلم بالسفر والعمل فى الخارج ولكن من حقه علينا أيضا أن نمده بالمعلومات الصحيحة التى تساعده على إتخاذ القرار الصائب . وأن الحكومة عازمة على بذلك كل جهد ممكن لمكافحة هذه الظاهرة وتحجيمها بكل الآليات المتاحة .
تجارب الهجرة الناجحة وعلي الصعيد نفسه هناك تجارب ناجحة جدا في هجراتها فقد كشف الجهاز المركزي للمحاسبات عن ان عدد الكفائات المصرية في الخارج يبلغ 824 الف مصري من العلماء والخبراء ورجال الاعمال من بينهم 318 في امريكا و110 الف في كندا و70 الف في استراليا و336 الففي دول اوروبا المختلفة, كما أن من بينهم 455 عالم متميز في اهم التخصصات الحرجة "كالطب النووي وجراحات القلب والهندسة الوراثية وغيرها من المجالات.
موضوع: ( تابع ) الهجرة بين الواقع والحلم 
الإثنين فبراير 16, 2009 1:40 pm