المد و الجزر

المد و الجزر

هل تعلم أن سطح البحر غير مستقر ؟ لاشك في إنك لو كنت ابناً لأحد صائدي السمك ، لعلمت ذلك منذ بكورة طفولتك .
إن سطح البحر يرتفع في ساعات معينة وفي ساعات أخرى ينخفض ، وهذه الظاهرة في تغير سطح البحر ارتفاعاً وإنخفاضاً تسمى بالمد و الجزر .
وكان القدماء يفسرون هذه الظاهرة بأنها ترجع إلى تنفس الأرض ، إذ أنهم كانوا يعتقدون بأن الأرض كائن حي ، وأنها عندما تتنفس في شهيق وزفير يرتفع ماء البحر وينخفض .
وتوجد في فرنسا منطقة تبدو فيها ظاهرة المد والجزر واضحة جداً ، وهى منطقة جبل سانت ميشيل ، وجبل سانت ميشيل هذا يكون في بعض الأحيان جزيرة ، وفي أحيان أخرى شبه جزيرة تبعاً لحركة المد والجزر . فعندما يحدث الجزر يصبح بالإمكان الوصول إليه من فوق لسان من الأرض دون أن تبتل الأقدام ، ولكن عندما يحل المساء ويرتفع المد ، فإن الماء يغمر هذا اللسان بأكمله .
ويزعم البعض أنه عندما يرتفع المد إرتفاعاً كبيراً ، فإن حركة إرتفاعه تتم بسرعة توازي سرعة الحصان الرامح .
وظاهرة المد والجزر هذه تحدث على جميع الأسطح السائلة وحتى في البحيرات .
هذا وكلما كانت مساحة السطح المائي صغيرة ، كلما كانت رؤية ظاهرة المد والجزر أقل وضوحاً .
والشمس والقمر وراء حدوث هذه الظاهرة ، فالقمر يجذب الماء تماماً كما يجذب المغناطيس الذرات المعدنية عندما تقترب منه ، وعلى ذلك فإن القمر وهو يدور حول الأرض في مدار بيضاوي ، يصل إلى أقرب نقطة فيه من الأرض ، فيكون الإحساس بالمد والجزر أكثر إدراكاً ، وبتأثير هذه الجاذبية يرتفع سطح المياه، وتحدث نفس الظاهرة في نفس الوقت على الوجه المقابل .
ولو لم يكن القمر يدور على مثل هذا القرب من الأرض لما حدث المد والجزر .