تصدم أسماعنا كثير من الكلمات الخادشة للحياء ، وتصدم أبصارنا تصرفات تشعر المسلم السوي بغصة في حلقه وألماً في قلبه ، وحين تنظر فتجد أن من قام بالسلوكيات العوجاء صبي على مشارف الشباب والرجولة يصبك الحزن ، فأين هذا من علي بن أبي طالب الذي نام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم مضحياً بنفسه ، وأين هذا من محمد الفاتح الذي خطط لفتح القسطنطينية وهو في ريعان الشباب ، وأين هو من محمد بن القاسم الثقفي ، الذي فتح السند ( باكستان الآن ) فهدم صنم الهنود وقتل ملكهم ورجع بجيشه بغنائم عظيمة وهو ابن السابعة عشرة ، والإمام أحمد بن حنبل الذي برع في طلب الحديث وعمره ست عشرة سنة ، وحج وعمره عشرون عاما فقط ماشياً ، وأين هو من الصبيان أبناء صحابة رسول الله ، وعندما تعترض تجيئك التعزية : إنه مازال صغيراً ، لم تعركه هموم الحياة بعد ، دعه يتمتع بأيامه تلك فما أدراك بالهموم التي تنتظره ، كلها حجج بالية دفعتنا للبحث عن السلوك الذي يرتضيه الإسلام لمن ينتسب إليه في عمر الصبا ومرحلة المراهقة ليحيا من حي عن بينة ، فالموت لا يفرق بين مراهق وعجوز ، وكثير من الشباب كانت يد المنون أقرب إليهم من سنوات النضج والعودة إلى الله .