س1 : متى ظهرت مدرسة أبوللو ؟ ولمَ سميت بهذا الاسم ؟
جـ : ظهرت مدرسة (أبوللو) بصفة رسمية سنة 1932 م ، وإن كان لها بدايات إبداعية ونقدية قبل ذلك .
- سميت هذه المدرسة باسم مدرسة [أبوللو] لشدة تأثرهم بالثقافة الأجنبية التي جعلتهم يأخذون كلمة [أبوللون] من اليونان و هو اسم لإلـه النور و الشعر و الموسيقى عندهم .
س2 : ما عوامل ظهور مدرسة أبوللو ؟
جـ : تعود عوامل ظهور مدرسة أبوللو إلى ما يأتي :
1 - انفراط عقد جماعة الديوان بسبب الخلاف بين روادها .
2 - تأثر شعراء (أبوللو) بمذهب خليل مطران الرومانسي ، ووجدوا فيه نموذجًا للتجديد .
3 - التأثر بالشعراء الرومانسيين الإنجليز ؛ لأن معظمهم أجادوا اللغة الإنجليزية .
4 - تأثرهم بشعراء المهاجر وبخاصة شعر جبران خليل جبران ، مما جعل شعرهم يتميز بروح عاطفية حادة.
5 - الإحساس بقوة الشخصية والحرية الفردية .
6 - تَجَمع روادها على طريق التجديد من خلال إبداعهم متمثلاً في ديوان (الينبوع) لأحمد زكي أبي شادي الذي صدر سنة 1911 م ، وكتب مقدمته (أبو القاسم الشابي) ، وقصيدة (على محمود طه) في الدستور سنة 1918 م . كما صدرت لهم دواوين أخرى فشعروا بضرورة أن تكون لهم رابطة أدبية ، فأصدروا مجلة (أبوللو) سنة 1932 م ، وكونوا جمعية (أبوللو) في نفس العام .
س3 : ما أهم الخصائص الفنية لمدرسة أبوللو من حيث المضمون ؟
جـ : خصائص مدرسة أبوللو من حيث المضمون :
1 - الحنين إلى مواطن الذكريات كقول إبراهيم ناجي :
سألتُكِ يا صَخْرةَ المُلْتَقَى متَى يَجْمَعُ الدَّهرُ ما فَرَّقَا؟
2 - الاعتماد على التجربة الذاتية والحوار الداخلي كقول إبراهيم ناجي :
رفَرف القلبُ بجنْبــى كالذَّبيح وأنا أهتِفُ يا قلبـي اتَّئدْ
فيجيبُ الدمعُ والماضي الجرِيح لِمَ عُدْنا؟ ليتَ أنَّا لـم نَعُدْ
3 - استعمال اللغة استعمالاً جديدًا بما تدل عليه من إيحاء (كالعطر القمري - والخيال المجنح - والجلسة الخضراء - ووراء الغمام) .
4 - استعمال الكلمات الأجنبية والأسطورية مثل : (الكرنفال - الجندول - أوزوريس - إخناتون) .
5 - حب الطبيعة ، والتعلق بجمالها ، والافتتان بها ، وتشخيصها ومناجاتها ، وتسمية داوينهم وقصائدهم بما يدل عليها مثل (أطياف الربيع - وأشعة وظلال - والينبوع) لأحمد زكي أبي شادي ، وأغنيات على النيل لصالح جودت ، وأغاني الكوخ لمحمود حسن إسماعيل ، وأغاني الرعاة لأبي القاسم الشابي .
6 - التشاؤم والاستسلام للأحزان والآلام واليأس ، حتى جعل محمود حسن إسماعيل عنوان ديوان له (أين المفر؟) .
7 - الشعور بالغربة حتى مع الإقامة في الوطن بين الأهل والأصحاب ؛ لاختلاف النظرة إلى الأمور بين الجانبين كقول الشابي :
يا صميم َالوجودِ كم أنا في الدُّنـــيَا غريبٌ أشقَى بغُرْبةِ نفْسي
بينَ قـــوم لا يفهمُون أناشيــدَ فؤادي ولا معاني بؤســي
8 - تنوع موضوعاتهم بين الطبيعة والمرأة والأمل والحنين والذكريات ، والابتعاد عن شعر المجاملات والشعر السياسي إلا قليلاً كقول الشابى:
إذا الشعبُ يوماً أرادَ الحيَاة فلابدَّ أن يستجيبَ القَدَرْ
ولابدَّ لليلِ أن ينْجـــلِي ولابدَّ للقيدِ أن ينكسـِرْ
س4 : ما أهم الخصائص الفنية لمدرسة أبوللو من حيث الشكل ؟
جـ : خصائص مدرسة أبوللو من حيث الشكل :
1 - الميل إلى تحرير القصيدة من وحدة القافية، عن طريق تعدد القوافي في القصيدة الواحدة متأثرين في ذلك بشعراء الموشحات الأندلسيين .
2 - الوحدة العضوية واختيار عنوان للقصيدة .
3 - الميل إلى الموسيقى الهادئة ، والإكثار من البحور القصيرة والمجزوءة .
4 - استخدامهم الشعر المرسل الذي لا يلتزم قافية ويستعمل أكثر من بحر .
س5 : هل تري تناقضاً في حب الطبيعة و الولع بهـا و بجمالهـا و في نفس الوقت الإحساس بالتشـاؤم عند شعراء مدرسة أبوللو ... علل.
جـ : ليس هنـاك تناقض بين الإحساسين ، و يرجع ذلك إلى أن حب الطبيعة و تـأملها يؤدي إلى إدراك نهايتها و الحزن عليها فيظهر التشـاؤم و الزهرة مثال لذلك فهي نضرة و لكنها قصيرة العمر حتى ضرب بها المثل فقيل : عمر الزهرة.
س6 : يعتبر النقاد أن الإيمان بذاتية التجربة الشعرية ، واستعمال اللغة استعمالا جديدا من أهم سمات مدرسة أبوللو ، فما المقصود بذاتية التجربة الشعرية؟ وكيف تم لشعراء مدرسة أبوللو استعمال اللغة استعمالاً جديدًا .
جـ : المراد بذاتية التجربة أن يعيشها الشاعر أو يتمثلها حين يقرأ عنها ، وهم يستعملون اللغة استعمالا جديدا في إيحاءاتها وتصويرها مثل (الخيال المجنح - الأريج الناعم - الشفق الباكي) .
س7 : اعقد موازنة بين مدرسة مطران والديوان وأبوللو .. مبينا مواضع الاتفاق والاختلاف بينها.
جـ : تتفق المدارس الرومانسية (مَطْران - الديوان - أبوللو) في عدة أمور منها :
1 - التجديد في موضوعات الشعر بعيداً عن شعر المناسبات والمجاملات ومحاكاة القدماء.
2 - الصدق في التجربة الشعرية الذاتية ، والميل إلى الحزن والتشاؤم.
3 - التجديد في قوالب الشعر بالميل إلى نظام المقطوعة والشعر المرسل.
4 - رسم الصور الكلية وابتكار الصور الجزئية.
5 - الوحدة العضوية المتمثلة في وحدة الموضوع ووحدة الجو النفسي.
- ولكنها تختلف قليلاً في بعض الجوانب :
1 - فمدرسة مطران تحافظ على الوزن والقافية واللفظ العربي الأصيل، والتأثر بالخيال القديم وجودة الصياغة ، فهي تمثل مرحلة انتقالية من التقليد الذي تسير عليه مدرسة الإحياء ، والتجديد الواضح في الرومانسية والواقعية.
2 - ومدرسة الديوان تغرق في اليأس والتشاؤم والخيال الحزين ، وتجدد في القالب الشعري باتباع نظام المقطوعة والشعر المراسل .
3 - ومدرسة أبوللو تجدد في استخدام الألفاظ ، وتميل إلى الموسيقي الهادئة والبحور القصيرة والمجزوءة ، والحنين إلى مواطن الذكريات وعشق الطبيعة .
س8 : اذكر بعض أعلام أبوللو من شعراء مصر والوطن العربي
جـ : من أعلام الشعراء مدرسة (أبوللو) في مصر : أحمد زكي أبو شادي ، إبراهيم ناجي ، على محمود طه ، محمد الهمشري ، محمود حسن إسماعيل ، صالح جودت ، مختار الوكيل ، أحمد رامي . ومن تونس أبو القاسم الشابي ، مجدي الحليوي . ومن العراق نازك الملائكة . ومن السودان محمد المحجوب والتيجاني يوسف بشير . ومن الكويت فهد العسكري ، والأستاذ إبراهيم العريض . ومن سلطنة عمان صقر القاسمي .
س1 : ما العوامل التي أدت إلي الاتجاه الواقعي في الشعر ؟
جـ : العوامل التي أدت إلي الاتجاه الواقعي في الشعر :
1 - قيام الحرب العالمية الثانية و ما أحدثته من دمار نووي و قد شهد هذا الجيل أحداثها فهزت كيان الإنسان العربي وحركت أفكاره نحو التحرر من قيود الشعر ليعبر عن نفسه بانطلاقة .
(مات في الحرب العالمية الثانية أكثر من خمسين مليوناً من البشر).
2 - يقظة الوعي العربي الجماعي بعد الحرب العالمية الثانية بدافع التخلص من الاستعمار والفساد الداخلي .
3 - نمو الوعي الشعبي عالمياً مما أدي إلي قيام حركات تحرر في كثير من بلاد أسيا و إفريقيا مثل ثورة 1952 في مصر و حصول كثير من الدول علي استقلالها .
4 - زيادة النفوذ الصهيوني و اليهودي بعد اغتصاب فلسطين و المواجهات العسكرية العربية الصهيونية فيما بين (1948 - 1967) و انتصار مصر سنة 1973 و استمرار الحركة الفدائية .
5 - شعور الشبان العرب الذين عاشوا الحرب وقاسوا ويلاتها وجرفهم تيار القومية العربية بعدم ملاءمة الموقف الرومانسي المتشائم اليائس لمتطلبات العصر والواقع ، فاتجهوا إلى الواقعية واتخذوها فنا إيجابيا للبناء لا للفرار.
6 - تعدد الانتماءات السياسية و الفكرية و المذهبية نتيجة للصراع بين المعسكرين الغربي و الشرقي أوجد مناخاً خصباً للشعراء .
7 - الشعور بالخوف والإحساس بخطر الفناء في عصر تسوده التجارب النووية كان سبباً دفع الشاعر إلى أن يقاوم بشعره الحرب و الدمار و يدعو إلي الحب والسلام
8 - تطور وسائل الاتصال أدى إلى التقارب الثقافي ، وأثّر في الشعراء الشباب وعرفهم بالاتجاهات العالمية ، وكان للشاعر الأمريكي ( توماس ستون إليوت 1888 - 1965 ) أثر فني واضح في شعر المدرسة الجديدة .
س2 : ما أسباب نشأة هذه المدرسة في العالم العربي ؟
جـ : أسباب نشأتها في العالم العربي:
ظلت الرومانسية مسيطرة على الشعر العربي حتى نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945 م ، حتى جدّت (ظهرت) على حياتنا العربية عوامل سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية ، خففت من اتجاه الشعراء إلى الرومانسية ووجهتهم وجهة واقعية ، و تعبيراً عن فكرهم المنطلق بدءوا في تحرير الشعر من وحدة البحر ووحدة القافية في القصيدة ، ومن المساواة بين شطري البيت وألغوا نظام الشطرين وعدد التفعيلات في كل بيت.
س3: لمن تنسب ريادة هذه المدرسة ؟ و من هم أهم شعراؤها ؟
جـ : 1 - تنسب ريادة هذه المدرسة للشاعرة العراقية ( نازك الملائكة ) عندما كتبت قصيدتها عن ( الكوليرا ) عند زيارتها لمصر سنة 1947 .
2 - في سنة 1949 كتبت مقدمة ديوانها ( شظايا و رماد ) و فيه تحدثت عن هذا اللون من الشعر أكدت ريادتها بكتابة كتابها ( قضايا الشعر العربي ) سنة 1962
¶ أهم الشعراء (الجيل الأول) :
من العراق : بدر شاكر السياب / عبد الوهاب البياتي .
من مصر : صلاح عبد الصبور / أحمد عبد المعطي حجازي / عبد الرحمن الشرقاوي .
من لبنان : خليل حاوي / علي أحمد سعيد .
من فلسطين : فدوي طوقان / كمال بدوي .
من سوريا : نزار قباني / مصطفي بدوي .
من السودان : محمد الفيتوري .
¶ أهم الشعراء (الجيل الثاني) :
من مصر : ملك عبد العزيز / محمد عفيفي / فاروق شوشه / محمد إبراهيم أبو سنة / أمل دنقل / فاروق جويده .
من الكويت : محمد الفايز . من فلسطين : محمود درويش / سميح القاسم .
من سوريا : سليمان العيسى .
س4 : ما موقف النقاد من هذه المدرسة ؟
جـ : لقيت مدرسة الشعر الحر في أول ظهورها حملة من النقد والاتهام ، ولكن مع مضي الزمن شقت طريقها . فقد لقيت هذه المدرسة معارضة لخلوها من الوزن والقافية وميل ألفاظها إلى العامية ، ودخول ميدانها من لا موهبة له ، فانتسب إليها كل من يمزق العبارات ويضع الجمل بعضها فوق بعض مدعياً أنه شعر حر ، ولكن بمضي الزمن استقرت أركانها وظهر فيها كثير من الشعراء الموهوبين .
س5 : ما خصائص (سمات) هذه المدرسة من حيث المضمون و الموضوع ؟
جـ : خصائص (سمات) هذه المدرسة من حيث المضمون و الموضوع :
1 - الشعر تعبير عن الواقع بوجوهه المختلفة من فرح و حزن و تقدم و تخلف .
كقول صلاح عبد الصبور :
جاءَ الزمنُ الوغد .
صَدِئَ الغمد .
وتشَقَّقَ جلدُ المقبضِ ثمَّ تخَدَّد (تمزق).
آه يا وطني .
2 - التعبير عن حيرة إنسان القرن العشرين بين الرغبة في الكسب المادي والتمسك بالقيم الخالدة ، كقول محمد إبراهيم أبو سنة في قصيدة ( أسئلة الأشجار ) :
سأَلَتْني في الليلِ الأشجارْ
أن نُلْقِيَ أنفُسَنا في التيَّارْ
سألَتْنِي أنْ أختارْ
قُلْتُ أحاورُ قلبي
ما معنَى الجنَّةِ يا قلبي ؟
قال : تجَوَّلْ في نفْسِكَ حتى تصِلَ إلى الإنسان .
3 - التجربة الشعرية لم تقتصر علي العاطفة فقط بل جمعت إلي جانب ذلك مواقف الإنسان من الكون و التاريخ و الرمز الهادف و قضايا الوطن و إحياء التراث ، يقول صلاح عبد الصبور مخاطبًا أول جندي رفع العلم في سيناء :
تملَّيْناكَ حينَ أهَلَّ فوقَ الشاشةِ البيضاءِ وَجْهُكَ يلثِمُ العَلَما .
وترفَعُه يداكَ لكَيْ يحلِّقَ في مدارِ الشمس
حرَّ الخفْقِ مقتحمًا
وكانَ الوجهُ مبتَسمًا .
4 - للشعر رسالة حيوية في الحياة والمجتمع ، تتمثل في الدعوة إلى حياة أفضل ، وكشف مشكلات التخلف وعلاجها ، ومؤازرة حركات التحرير السياسية الاجتماعية .
س 6: ما خصائص هذه المدرسة من حيث التجديد في الشكل و البناء الشعري ؟
جـ : خصائص هذه المدرسة من حيث التجديد في الشكل و البناء الشعري :
1 - استخدام اللغة الحية القريبة من كلام الناس ، وترى ذلك في عناوين دواوينهم كديوان (الناس في بلادي) لصلاح عبد الصبور ، واستخدامه لكلمات مثل (وكان ياما كان - وأنام على حجر أمي) .
2 - الاهتمام بالصور الكلية الممتدة ، وعدم الاقتصار على الصور الجزئية من تشبيه واستعارة وكناية .
3 - القصيدة وحدة موضوعية تتعاون فيها الأفكار والعواطف والصور والموسيقى في بناء هندسي متطور .
4 - التحرر من وحدة البحر ووحدة القافية ، والاكتفاء بوحدة التفعيلة دون ارتباط بعدد معين منها في كل سطر ، فقد يتكون السطر من تفعيلة واحدة أو أكثر دون شرط التساوي بين السطور ، ولهذا سمى "السطر الشعري" وليس "البيت الشعري".
5 - الاعتماد على الموسيقى الداخلية المتمثلة في اختيار الألفاظ والصور الموحية والملائمة للموضوع وللجو النفسي .
6 - تقسيم القصيدة إلى مقاطع ، كل مقطع يمثل دفقةً(دفعة) شعوريةً جديدةً .
س 7: ماذا يقصد بشعر التفعيلة ؟ وما الفرق بينه وبين الشعر التقليدي من حيث القدرة على التعبير عن أحاسيس الشاعر وأفكاره ؟
جـ : شعر التفعيلة يعتمد على اتخاذ " التفعيلة " وحدة القصيدة بدون التزام عدد معين منها ، فقد يقوم السطر الشعري على تفعيلة واحدة أو اثنتين أو أكثر بدون قيود ، أما الشعر التقليدي فيكرر التفعيلة بعدد محدد متساو في كل شطر وفي كل بيت ، فيتكون من ذلك البحر.
س8 : أسرف بعض شعراء المدرسة الجديدة في استخدام اللغة . وضح ذلك مبينًا دوافعهم إلى الإسراف ، ثم اذكر موقف النقاد من هذا الاتجاه .
جـ : أكثر بعضهم من استخدام لغة قريبة من لغة الحياة ؛ ليخففوا من سيطرة اللغة الكلاسيكية في الأسلوب ؛ لأن الأسلوب - في رأيهم - وسيلة لا غاية ، ومن أمثلة ذلك " كان ياما كان - إلي اللقاء - شربت شايًا في الطريق " ، ولكن النقاد عابوا ذلك لأنه مبتذل يهبط بمستوى الشعر الذي هو فن جميل .
س 9: ما النقد الذي وجه لهذه المدرسة ؟
1 - تخليها عن الوزن و القافية .
2 - ألفاظها تميل إلي العامية .
3 - الإكثار من الرمز والاستخدام الأسطوري أدى إلى شيء من الغموض في بعض تجاربهم الشعرية .
4 - لا تكشف عن مواهب شعرية مميزة .
منقووووووووول*