العربي في مصر وخصائصه
س1: ما أسباب ظهور محدثين وفقهاء ومؤرخين مصريين قبل ظهور أدباء منها ؟
جـ : لقدوم كثير من الصحابة والتابعين وكثير من آل بيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد مقتل الإمام الحسين . مما ساعد المصريين على الإقبال على علوم الإسلام أولاً .
س2: متى برز دور مصر في الحضارة الإسلامية العربية ؟ وما عوامل ذلك ؟
جـ : برز ذلك في القرن الرابع الهجري عندما انتقلت إلى مصر دولة الفاطميين وأصبحت القاهرة التي بناها المعز لدين الله الفاطمي عاصمة لمصر والشام واليمن والحجاز ، وساعدها على ذلك موقعها الجغرافي وعظمة علمائها ، وحماية الأزهر وتشجيع الحكام للعلماء والأدباء .
س3: (اتجه كثير من المصريين لتأليف كبار الكتب التي تسمى الموسوعات)
متى حدث ذلك ؟ اذكر ثلاثة من هؤلاء المؤلفين وأسماء مؤلفاتهم.
جـ : ظهرت الموسوعات في مصر نتيجة لازدهار الثقافة ومن أشهرها:
1 - (صبح الأعشى ، في صناعة الإنشاء) للقلقشندي .
2 - (نهاية الأرب) في الأدب للنويري.
3 - (السلوك والمواعظ والاعتبار ، في ذكر الخطط والآثار) : للمقريزي.
س4 : ما المراحل التي مر بها الأدب العربي في مصر ؟
جـ : مر الأدب العربي في مصر بأربعة مراحل هي :
(1) - مرحلة التمهيد : (ميلاد الأدب) من سنة 20 هـ إلى دخول الفاطميين مصر357 هـ
(2) - مرحلة النضج و الازدهار : من 357 هـ - 656 هـ وفيها تحددت ملامح الأدب المصري وظهرت شخصية مصر واضحة..
(3) - مرحلة التأليف و التجميع من 656 هـ - 923 هـ وفيها طغت الصناعة
اللفظية على الأدب نثراً وشعراً..
(4) - مرحلة الضعف و الانهيار حيث أصبحت مصر ولاية تابعة للخلافة العثمانية وانتشرت اللغة العامية .
س5 : (المرحلة الأولى من مراحل الأدب العربي في مصر كانت تمهيدا وميلادا للأدب المصري).
(أ) - على يد مَنْ مِنْ الشعراء ظهرت هذه المرحلة ؟
جـ : مرحلة التمهيد : (ميلاد الأدب) عرفت مصر الأدب العربي على ألسنة زوارها من كبار الشعراء الذين مدحوا حكامها كأبي نواس في مدحه للخصيب رئيس ديوان الخراج حيث قال:
أنتَ الخصيبُ وهذه مصرُ فتدفَّقا فكلاكما بحرُ
(ب) - ما أهم الموضوعات التي تناولها شعر هذه المرحلة ؟ وما أهم خصائصه الفنية ؟
جـ : موضوعات الشعر في هذه المرحلة كانت من واقع البيئة المصرية حيث ظهر جيل من الشعراء ولدوا ونشئوا بمصر من أبناء العرب الوافدين ، وقد سجلوا أحداث مصر السياسية ، ووصفوا بيئتها الطبيعية. يقول سعيد القاضي في رثاء دولة الطولونيين :
وكانَ أبو العبَّاسِ أحمدُ ماهراً جميلَ المحيَّا لا يبيتُ على وتْرِ
- خصائص الشعر الفنية: لم يعكس شعر هذه المرحلة ملامح الشخصية المصرية وإن كانت موضوعاته من واقع بيئتها السياسية والاجتماعية ، وهو في جملته يختلف عن الشعر العربي في العصر الجاهلي وصدر الإسلام وبني أمية.
س 6: ماذا كانت مجالات النثر في هذه المرحلة(مرحلة التمهيد) ؟ ومن روادها ؟
جـ : في النثر ظهرت الكتابة الفنية على يد (ابن عبد كان) كاتب ابن طولون - وكتب (ابن الداية) محاولاته القصصية في كتاب (المكافأة) و سيرة ( أحمد بن طولون) وكتب (ابن زولاَّق) سيرة كافور الإخشيدي.
س7 : حظيت الطبيعة المصرية في مرحلة النضج و الازدهار (357هـ - 656هـ ) باهتمام الشعراء . وضح .
جـ : من مظاهرها : وصف الآثار والنيل ومظاهر العمران والبساتين
مثل قول (ابنِ قلاقس السكندري) يصف النيل :
وللنيلِ تحتَ ثيابِ الأصيلِ لُجينٌ توشَّحَ بالعسجدِ (العسجد : الذهب)
و مثل قول ( الظافر بن حداد ) يصف الهرمين و أبي الهول :
تأمل هيئة الهرمين و انظر و بينهما أبو الهول العجيب
س8 : صور الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار الحياة السياسية والبيئة الاجتماعية تصويرا صادقا.. وضح ذلك مع التمثيل.
جـ : بالفعل صور الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار الحياة السياسية بما فيها من صراع بين الوزراء ، واحتكاك الشيعة بالسنة ، و العدوان الصليبي
و من أمثلة ذلك : قول عمارة اليمني عن الصراع على السلطة الذي انتهى بمقتل الوزير شاور على يد الوزير ضرغام:
أرى صكَّ الوزارةِ صارَ سيفاً يجذُّ بحدِّه صِيدَ الرقابِ (صِيد : المتكبرون)
- كما صور الأدب المصري أحداث الحروب الصليبية و ما فيها من هزيمة و انتصارات .
- كما صورت مشاهد البيئة الاجتماعية ، ومظاهر الحياة العامة كالأعياد وغيرها من ذلك قول عمارة اليمني في رثاء دولة الفاطميين:
دار الضيـــافة كانت أنس وافدكم واليوم أوحــــش من رسم ومن طلل
وفطرة الصوم إذ أضحـت مكارمكم تشكو من الدهــــر حيفاً غير محتمل
س 9: ما الموضوعات التي تناولها الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار غير الحياة السياسية والاجتماعية؟
جـ : تناول الزهد والتصوف شعرا ونثرا.. من ذلك قول أبي السعود الصوفي المصري عن فكرة العلم بالباطن:
(الطب شغل الظاهر ، والمطلوب شغل الباطن ، ولا يستقيم ظاهر إلا بباطن ، ولا سلم باطن إلا بظاهر)
- كما اهتموا بأدب الرحلات وحب الوطن كما برزت مظاهر الطبيعة في أدبهم مثل وصف السواقي وكثر رثاء المدن والممالك الزائلة وتنوع المدح والرثاء .
س10 : تميز الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار باتجاهين ، ما خصائص كل اتجاه؟ وما النموذج الذي يؤكده ؟
جـ : يتميز شعر تلك المرحلة باتجاهين:
أحدهما : يميل إلى الصنعة والموسيقا اللفظية ، واختيار ألفاظ ذات جرس موسيقى فخم وعلى رأس هذه المدرسة (القاضي الفاضل) الذي يقول :
هذا المحبُّ المخبُّ السيرَ نحوَكمُ تراه يرجعُ عنكم خائبَ الخببِ
( الخبب : نوع من الجري و العدو )
وثانيهما : يميل إلى الرقة ، ويمثله (ابن النبيه) من ذلك قوله:
أفديه إنْ حفظَ الهوى أو ضيَّعا ملكَ الفؤادَ فما عسى أنْ أصنعا ؟
يأيُّها الوجهُ الــجميلُ تداركِ الصبَّ النحيلَ فقد عفا وتضعْضَعا
ويتميز هذا الاتجاه بسهولة اللفظ والقرب من لغة الحياة ، والميل إلى المحسنات ، ولاسيما التورية واستعمال التعبيرات الأقرب إلى العامية (الشعبية).
س11 : ما الذي عكسه النثر في مرحلة النضج و الازدهار ؟
جـ : عكس النثر في مرحلة النضج و الازدهار بعض مظاهر الحياة الاجتماعية من حيث شيوع بعض الألفاظ و الأفكار الشيعية في الرسائل ، كما شاع التضمين و الاقتباس في الرسائل الإخوانية كما ظهر نوع من الرسائل المتعلقة بوصف الحروب و الحصون و القلاع ، كما ظهر لون من القصص الساخر المتمثل في كتاب " الفاشوش في حكم قراقوش " لابن مماتي .
س12 : كيف صار حال الشعر في مرحلة التأليف و التجميع ؟
جـ : أصبح الشعر صناعة لفظية بعد أن كان نابعا من قريحة فطرية ، و اختلط إبداع الشعر بالتأليف في الأدب .
س13: ما الخصائص التي تميز بها الأدب المصري : شعرا ونثرا في مرحلة التأليف والتجميع ؟ ومن رواد هذه الفترة ؟
جـ : الخصائص التي تميز بها الأدب المصري في مرحلة التأليف والتجميع:
1 - أصبح الشعر صناعة بعد أن كان نابعا من قريحة فطرية.
2 - اختلط إبداع الشعر بالتأليف في الأدب.
3 - لم يجد الشعراء تشجيعا من الحكام ، فاتجهوا إلى الاشتغال بالحرف كسبا للرزق لذلك نجد في أسمائهم (الجزار - الوراق - الحداد - الخشاب وغيرها).
4 - ظهر شعر عامي يسمى (المواليا) انتقل من بغداد إلى القاهرة.
معلومة : المواليا نوع من الشعر، من البحر البسيط ، كان العبيد يتغنون به ، ويقولون في آخر كل صوت منه أو مقطوعة : يا موالي إشارة إلى سادتهم .
5 - ظهر التأريخ الشعري وهو ضبط تاريخ واقعة بأحرف تتألف منها كلمة أو جملة أو شطر أو بيت يكون مجموع حروفه بحساب (الجُمَّل) يساوي التاريخ
الذي حدثت فيه الواقعة ، كقول أحد الشعراء يؤرخ وفاة ابن المؤيد سنة 922هـ.
قل للذي يبتغي تاريخ رحلته نجل المؤيد مرحوم و مبروك
ومن شعراء و رواد هذه الفترة الشاب الظريف المتوفي سنة (688) هـ و الإمام البوصيري (695) هـ وسراج الدين الوراق (695) هـ وابن نباته المصري (768) هـ وابن حجة الحموي (837) هـ صاحب (خزانة الأدب) في شرح قصيدة نظمها مدحا للرسول صلى الله عليه وسلم على نظام (البردة) للبوصيري وزنا وقافية.
- تطور النثر في تلك المرحلة فظهرت السير الشعبية ودونت قصص (ألف ليلة وليلة).
س14 : كيف كان حال الأدب المصري أيام العصر التركي العثماني (مرحلة الضعف والانحدار ) ؟ وما عوامل ذلك؟
جـ : انحدر الأدب فيها انحداراً شديداً بعد أن أصبحت مصر ولاية تابعة للخلافة التركية وتراجعت مكانتها السياسية والأدبية واقتصر نشاط علمائها على الشروح والحواشي والتعليقات ، وانحط أسلوب الكتابة العربية لفظا ومعنى وخيالاً ، واختلطت أساليب التعبير العربية بالعامية ، وظل الأدب ينتقل من حال سيئة إلى حال أسوا حتى عادت إليه نهضته في العصر الحديث مع مطلع القرن التاسع عشر.
- تميز الشعر المصري في مرحلة النضج والازدهار بوضوح اتجاهين فنيين. وضحهما بإيجاز.