ناهل السيد
عدد الرسائل : 1837 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 24/07/2009
| موضوع: نص ( بين المتنبى وسيف الدولة) الجزء الأول (1) الإثنين ديسمبر 13, 2010 9:40 am | |
| [التعريف بالشاعر : هو أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي ، أبو الطيب الشاعر الحكيم ، وأحد مفاخر الأدب العربي ، له الأمثال السائرة والحكم البالغة المعاني المبتكرة . ولد بالكوفة سنة 303هـ / 915 م في محلة [منطقة] تسمى كندة وإليها نسبته ، ونشأ بالشام ، ثم تنقّل في البادية يطلب الأدب وعلوم اللغة العربية وأيام الناس . قال الشعر صبياً ، و يقال أنه تنبأ في بادية السماوة (بين الكوفة والشام) فتبعه كثيرون ، وقبل أن يستفحل أمره خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد فأسره وسجنه حتى تاب ورجع عن دعواه . وفد على سيف الدولة فمدحه وحظي عنده . ومدح كافور الإخشيدي وطلب منه أن يوليه ، فلم يوله كافور ، فغضب أبو الطيب وانصرف يهجوه هجاء شديد القسوة . قتل أبو الطيب وابنه وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول في الجانب الغربي من بغداد سنة 354هـ / 965م جو النـص :يتناول الشاعر في هذا النص علاقته بسيف الدولة الحمداني ، وقد أصابها بعض الفتور ، وحدث بينهما بعض الجفاء فقال هذه القصيدة معاتباً له ، ومذكراً إياه بما بينهما من علاقات وروابط ، وما يحمله له في قلبه من حب ، والمتنبي لا يفعل هذا في ذلة و رياء ، ولكنه يعاتب في محبة و صفاء ، ويفخر في عزة وكبرياء . الأبيات حب الشاعر الواضح لسيف الدولة 1 - وَا حَرَّ قَلْبَاه مِمَّنْ قَلْبُه شبــمُ ومَنْ بِجسْمِي وحَالِي عندَه سقَمُ 2 - مالي أُكَتِّم حبّاً قد بَرَى جَسدِي وَتدَّعِي حُبَّ سَيْفِ الدولةِ الأُمَمُ ؟ 3 - إنْ كانَ يجمعُنـا حُـبٌّ لِغُرَّتِه فَلْيـتَ أنَّا بقَدْرِ الحُبِّ نَقْتَسـمُ!! اللغويات : * وَاحرَّ قلباه : (وا) حرف نُدبة (حرّ) لهيب واحتراق (قلباه) قلبي ، وقلبت ياء المتكلم ألفاً ، وزِيدت عليها الهاء وتُسمَّى : هاء السكْت - شبِم : بارد (يصرخ من احتراق قلبه بينما الأمير بارد القلب يعامله بفتور) × ملتهب ، ثائر - عنده : أي في رأيه - سَقم : مرض ، علة ج سِقام - أُكتِّم : أُخفي وأُبالغ في الكتمانِ × أبوح - بَرَى : أضعف ، أنحل × قوَّى - تدَّعي : تتظاهر بـ ، تزعم - غرَّته : المراد : وجهه ج غُرر ، وأصل الغرة : مقدمة الجبهة . الشـرح :س1 : اشرح الأبيات مبينا ما بينها من ترابط فكري. جـ : يعلن الشاعر في مطلع الأبيات أن قلبه احترق وجسمه نحل وضعف بسبب حبه لسيف الدولة ، وهو غافل عنه لا يشعر به ، ويتعجب من استمرار كتمانه لهذا الحب الذي أضعف جسمه بينما المنافقون يتظاهرون بحبه ، فهو وأعداؤه يشتركان في حبه لكن حبه صادق وحبهم نفاق ورياء ، ويتمنى أن يكون نصيبه من رضا الأمير بقدر حبه له الذي يملأ قلبه وألا يكون للمنافقين نصيب ؛ لأنهم كاذبون . - الأفكار : مترابطة متسلسلة حيث بدأها ببيان حبه العميق لسيف الدولة ، وبين أن غيره يحبه نفاقا ، لذلك فيجب أن يأخذ كل منهما ما يستحق . س2 : كيف صور المتنبي حبه لسيف الدولة ؟ جـ : صوَّره نارًا تحرق قلبه وشوقًا يبري جسده وقد جر عليه الآلام ، وبعد كل هذا الحب والشوق تكون النتيجة أن الأمير يظلمه ويعامله بجفاء وفتور وينحاز إلى أعدائه . س3 : لماذا يلوم الشاعر نفسه في الأبيات السابقة ؟ جـ : يلوم الشاعر نفسه ؛ لأنه يكتم حبه الصادق مع أن المنافقين الذين يدعون حب سيف الدولة يظهرون له الحب و المودة المصطنعة ، وهو أولى بإظهار حبه و التعبير عنه ؛ لأن حبه حب صادق . س4 : ما الذي يتعجب منه الشاعر في البيت الثاني ؟ جـ : يتعجب من استمرار حبه الصادق المكتوم للأمير بينما يتظاهر الآخرون بحبه نفاقاً وهو مخدوع بحبهم . س5 : ما العدل الذي يُطالب به المتنبي ممدوحه ؟ جـ : العدل المطالَب به هو اقتسام رضا الأمير بقدر الحب الصادق ، فيحصل المخلص في حبه على نصيب كامل ويحرم منه المنافقون ؛ لأنهم لا يستحقون . التـذوق : * (واحر قلباه) : صرخة من الشاعر تجسم ما يعانيه الشاعر من هموم وآلام كأنها نار تحرق قلبه . * (واحر قلباه) : استعارة مكنية ، تصور القلب بشيء مادي ملتهب . * (حر - شبم): محسن بديعي / طباق ، يوضح الفرق بين حبه و حب سيف الدولة . * (شبم - سقم) : بينهما تصريع يعطى نغمة موسيقية في مطلع القصيدة . * (عنده): تعبير يوحي بمخالفته للواقع فهو المحب للذي لا يحبه [سيف الدولة] . * (مالي أكتّم حباً) : أسلوب إنشائي / استفهام ، غرضه : التعجب والحسرة . * (أكتّم) : تشديد التاء هنا يوحي بالمبالغة في إخفاء هذا الحب وكتمانه . * (أكتم - تدعي) : محسن بديعي / طباق يوضح الفرق بين حبه الصادق لسيف الدولة و بين حب الآخرين المصطنع . * (وقد برى جسدي) : أسلوب مؤكد بقد وهو كناية عن ضعفه وشدة معاناته من هذا الحب المكتوم ، والصورة هنا توحي بأثر الحب الواضح على جسده. * (حباً قد برى جسدي) : استعارة مكنية تصور الحب آلة تقطع الجسد . * (أكتّم حباً) : استعارة مكنية حيث جعل الحب شيئاً مادياً يخفيه الشاعر . * (تدعي) : تعبير يوحي بالكذب و الزعم الخاطئ ؛ فحبهم نفاق و رياء لا صدق فيه . * (الأمم) : جاءت جمعاً ومعرفة لتدل على كثرة المنافقين في حب سيف الدولة . * (إن كان يجمعنا حب) : استخدام إن تفيد الشك في أن يكونوا من المحبين ، وفيها استعارة مكنية حيث جعل الحب إنساناً يجمع بينهم . * (غرته) : مجاز مرسل عن (وجهه) علاقته الجزئية ، و سر جمال المجاز الدقة و الإيجاز. * (فليت أنا بقدر الحب نقتسم) : أسلوب إنشائي نوعه تمنٍ ؛ لإظهار التحسر . تذكر : أن الأساليب الخبرية هنا جاءت للتأكيد على حب المتنبي لسيف الدولة ، وبيان مدى حزنه على فتور العلاقة بينه وبين سيف الدولة . الأبيات عتـاب المحـب 4 - يا أعـدَل الناسِ إلا في معاملتي فِيكَ الخِصَامُ وأَنْتَ الخَصْمُ والحَكَمُ 5 - أُعِيذُها نظراتٍ مِنْكَ صَائِبـةً أنَ تَحْسَبَ الشَّحْمَ فِيمَنْ شَحْمُهُ ورَمُ 6 - وما انتفاعُ أخي الدُّنْيا بِنَاظِـرهِ إذا استـَوتْ عندهُ الأنوارُ والظُّلَمُ ؟ اللغويات : * فيك الخصامُ : أنت سبب النزاع بيني وبين أعدائي - وأنت الخَصم : أنت خصمي في القضية لانحيازك لأعدائي - والحكَمُ : أي القاضي الذي سيحْكُم - أُعيذُها : أُحصِّنُها وأُنزِّهُها - صائبة : صحيحة ، سَدِيدة × خاطئة - تحسب : تظن - الشحم : السمنة - ورمُ : انتفاخ (أي أنزهك أن تُخدع في الأمور كمن يرى المنفوخ من المرض فيظنه سميناً في صحة) - ناظِره : عينه و بصره ج نواظر - استوت : تساوت - الظُّلَم : الظلماتُ م ظُلمة . الشـرح :يا من عُرفت بالعدل والإنصاف مع الناس كلهم إلا معي ، أنت موضوع النزاع و أنت الخصم و أنت الحكم في تلك القضية !! ولقد انحزت لأعدائي ، وما حيلتي وأنت صاحب الأمر وبيدك الحكم ... أناشدك أيها الأمير ألا يختلط عليك الأمر وتظن ادعاء الآخرين حباً صادقاً فتكون كمن ظن أن الورم في جسم الإنسان سمنة ودليل صحة وقوة .. ويقول له وما فائدة العين للإنسان إذا لم تر الفرق بين النور و الظلمة ؟!!. س1 : في الأبيات قضية ، وتنبيه ، وحكمة ... اشرح ذلك . جـ : القضية : ظلم الأمير سيف الدولة للشاعر وانحيازه لأعدائه . - التنبيه : ألا ينخدع بالمنافقين مدعي الحب . - الحكمة : أنه لا قيمة للنظر إذا كان لا يفرق بين النور والظلام. س2 : الأبيات السابقة مرتبة ترتيباً دقيقاً . وضح . جـ : بالفعل فالأبيات مرتبة فالأول يعبر عن ظلم الأمير للشاعر وانحيازه لأعدائه - الثاني دليل على ذلك بتشبيه الأمير في هذا الخطأ بمن يظن المنفوخ من المرض سمينا صحيحا معافى . - والثالث حكمة عامة تدل على عدم قيمة النظر إذا كان لا يفرق بين النور والظلام. التـذوق :* (يا أعدل الناس) : أسلوب إنشائي / نداء غرضه : إظهار العتاب والاستعطاف . * (فيك الخصام) : أسلوب قصر بتقديم الجار و المجرور يفيد التخصيص . * (أنت الخصم والحكم) : أسلوب قصر بتعريف المبتدأ والخبر يفيد التخصيص . * (الخصم - الحكم) ، (الأنوار - الظلم) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى ويبرزه . * (أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم) : تشبيه ضمني يصور من يخطئ في رأيه كمن يرى الورم فيظنه سمنة ، و في الصورة إيحاء بظلم سيف الدولة . * (ما انتفاع أخي الدنيا بناظره) : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه : النفي . * (أخي الدنيا) : كناية عن الإنسان . * (الأنوار) : استعارة تصريحية ، حيث شبه الحب الصادق بالأنوار . * (الظلم) : استعارة تصريحية ، حيث شبه الحب الزائف بالظلم . اختر : البيت السادس يدل على : (الهجاء - العتاب - المدح) . الأبيات فخر بالشعر والشجاعة 7 - أنا الذي نظرَ الأعمى إلى أدبي وأسمعـتْ كلماتي مَنْ به صـمَمٌ 8 - فالخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
اللغويات : * الأعمـى : فَاقِد البَصَر ، كَفِيف ج عُمْيٍ وعُمْيانٍ وعُماةٍ - الصمَم : عدم السمع ، الوَقْر - البيْداء : الصحراء ج بِيد - القِرطاس : الورقة أو الصحيفة يكتب عليها ج قراطِيس . الشـرح : يفخر الشاعر بقدرته الأدبية فشعره استطاع الأعمى أن يقرأه ، والأصم أن يسمعه وشجاعته و بطولاته معروفة فهو فارس الفرسان و هو المقاتل البارع في استعمال السيف والرمح كما أنه الأديب المبدع الذي يجيد التعبير والعزف بالكلمات . س2 : بماذا يفتخر الشاعر هنا ؟ جـ : يفتخر بمقدرته الأدبية الفائقة و شجاعته . س3 : ما الذي يعاب على الشاعر في هذين البيتين ؟ وبم تبرر موقفه ؟ جـ : يعاب عليه المبالغة الشديدة في إبراز قدراته . - أبرر موقفه أنه لديه اعتزاز شديد بالنفس ، وطموح يجعله دائماً يشعر بالمساواة بينه وبين من يمدحهم من الملوك والأمراء . التـذوق : * (أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي) : أسلوب خبري غرضه الفخر . * (البيت السابع) : كناية عن مقدرة الشاعر الفذة وتجسيد حي لمكانته الشعرية الضخمة التي لا تخفى على أعمى ولا أصم فكيف بالسامعين المبصرين . س1 : ما غرض الخبر في البيت الأول ؟ ولماذا عبر بالفعل الماضي (نظر - أسمعت) بدلا من المضارع؟ جـ : غرض الخبر : الفخر . وعبر بالماضي لبيان أن معناهما محقق ثابت. * (أسمعت كلماتي من به صمم) : كناية عن قوة تأثير شعره حتى أسمع الأصم . * (نظر - الأعمى) ، (أسمعت - صمم) : محسن بديعي/ طباق يوضح المعنى ويبرزه . * (البيت الثامن) : كناية عن الجرأة والشجاعة والقدرة الأدبية والعلمية . * (الخيل - الليل) : محسن بديعي/ جناس ناقص له تأثير موسيقى . * (السيف - الرمح) ، (القرطاس - القلم) : مراعاة النظير يثير الذهن تذكر : مراعاة النظير : هي الجمع بين أمرين أو أمور متناسبة ، كقوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ) (البقرة:16) وقد يكون الجمع في اللفظ وذلك بأن يؤتى بلفظ يناسب معناه أحد الطرفين ولفظه الطرف الآخر ، كقوله تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) (الرحمن:5 - 6) . فالنجم لفظه يناسب الشمس والقمر ، ومعناه - وهو النبات الذي لا ساق له - يناسب الشجر. س2 : أترى قيمة لتعريف الأسماء (الخيل - الليل - البيداء - السيف - الرمح - القرطاس - القلم) بأل؟ جـ : نعم فالتعريف (بأل) لإفادة العموم والشمول لكل أنواع هذه الأشياء.[/b][/color][/size] | |
|