حلاوة روح
--------------------------------------------------------------------------------
حلاوة روح
لم تكن تعلم أن رحلتها معه ستنتهى بهذه السرعة ... وهى من جابت بقاع الأرض بحثا عنه
ودقت باب كل طبيب سمعت بمهارته فى حل مشكلتها .عشر سنوات مرت لم تكل ولم تفقد خلالها الأمل .
اليوم موعدنا مع الطبيب هل ستأتى معى؟ هكذا سألت زوجها .
نعم حبيبتى سأأتى معك.
لم تعد تتذكر كم مرة ذهبت الى الطبيب وكم طبيب ذهبت اليه
فلا داعى لأن تتذكر لقد أصبحت لا تمنى نفسها حتى لا تحزن كما يحدث فى كل مرة.
لكنها هذه المرة رغما عنها تشعر يقينا بأن شىء ما يتحرك داخلها.لا تريد أن تفصح عنه لربما كان الحلم هو ما يتحرك داخلها.
وأمام باب المستشفى سألها زوجها ..
مستعدة حبيبتى؟
نعم .
مهما كانت النتائج لانحزن .
نعم لا نحزن فذاك امر الله . (نفس الحوار فى كل مرة)
ياا سأنتظر كل هذه الحالات حتى يأتى دورى ؟!
لا لم أستطع الانتظار كل هذا الوقت .سأطلب من الممرضة أن تدخلنى بدلا من أى شخص ............
ولما العجلة ألا أحب أن يبقى الحلم داخلى بضع دقائق اخرى .لا استطيع الصبر الحلم يتحرك داخلى يعصف بكل كيانى اريد أن
أعرف أصدق ماأشعر به أم وهم من صنع خيالى .
لربما تعجلت حزنى كما فى كل مرة , واضعت على نفسى بضع دقائق من الحلم.
أو من الممكن أن يكون شعورا حقيقيا وأكون بانتظارى هذا اضعت على نفسى بضع دقائق من السعادة .
تلك السعادة التى تقيم هناك بابعد مكان داخلى . أشعر بها وهى تختنق تريد أن تعلو أن تتنسم أن ترسم ملامحى.
حبيبتى.........حبيبتى هذا دورنا هيا.
تلتفت اليه وهى تكمل حديثها النفسى بالرجاء والدعاء الى الله , وتدخل الى الطبيب وهى لم تزل تتمتم بالدعاء والرجاء الى الله -عز وجل-
دقائق ثقيلة تمر كما الدهر يفحص خلالها الطبيب نتائج الأشعة والتحاليل .
ثم ينظر اليها ليسألها بعض الاسئلة ليعاود النظر الى النتائج مرة اخرى وعلى وجهه ابتسامة لاتسطيع تفسيرها.
أتسأله أم تنتظر حتى يخبرها . لقد طال الانتظار لكنها تخشى السؤال.
لقد طال انتظارك سيدتى .........................
مبروك أنت حامل.
لم تكد تصدق ماتسمع ... نعم لقد كان شعور حقيقيا .ان قدميها لم تعد تلامسان الارض انها تحلق فوق السماء .لقد اشتد
بريق عيناها تبدلت ملامح وجهها فسوف تصير أما وسيصبح لديها ابنا . انها تشعر به يتحرك داخلها وكأنها أوشكت أن تضعه .
ها قد صار الحلم حقيقة وهنا داخل أحشائها نبت.........
واذا بأصوات ترج المكان تأتى ومن هنا وهناك بكاء وصراخ وقذائف صاروخية .
نعم انها تعلم هذه الاصوات جيدا لقد اعتادت عليها منذ الصغر .
ولكن ما الذى يحدث ؟! أين هى ؟! وهل حقا ما كانت تشعر به منذ قليل أم كان وهم؟
هل ستصير أما ؟! هل بداخلها حياة ؟! هل هى تحيا أم هى ما بين الحياة والموت؟!
تداخلت الاصوات وتعددت الصور أمام عينيها لا لم يكن ليحدث هذا يوم ان كاد يتحقق حلمها ......
كل هذا لم يجعلها تنتبه الى صراخ زوجها ولا الى قبضة يده العنيفة على يدها كى تسرع فى الخروج من المستشفى .
فقد غار العدو على القطاع ولابد ان يعودا الى بلدتهما قبل ان يشتد القذف.........................
(تمت)