سماؤك يادنيا خداع و سراب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / خلال تصفحي لمكتبتي وجدت قصائد لأمير الشعراء أحمد شوقي / فأخترت لكم منها هذه القصيدة أرجو أن تحوذ إعجابكم وهى باسم /
سماؤك يادنيا خداع و سراب

سماؤك يادنيا خــــــــــــداع و سراب........... وأرضك عمران وشيك خــــراب
ومــــا أنت إلا جيفة طـــــــــال حولها ...........قيام ضباع أو قعود ذئـــــــــاب
وكــم ألجأ الجــــــــوع الأسود فأقبلت...........عـليك بــظــفــــر ونـــــــــــاب
قعدت من الأظعان في مقطع السرى..........ومــــروا ركابــــا في غبار ركاب
وجدت عليهم فـــــــي الوداع بساخر...........من اللحظ عن ميت الأحبة نابي
أقـــــــامــوا فلم يؤنسك حاضر صحبة ........ ومــــالوا فلم تستوحشي لغياب
تسوقين للـمــــوت البنين كــقـــائــــد .........يرى الجيش خلقاً هيناً كذبــــاب
رأى الحـــــــــرب سلطاناً له وسلامة ..........وإن آذنت أجناده سبــــــــــــــاب
ولولا غــــــــــــــرور في لبانك لم يجد ..........بنــــــوك مذاق الضر شهد رضاب
ولا كنت للأعمى مشاهـــــــد فتنة ...........وللمقعد العاني مجال وثــــــــــاب
ولا ضل رأي الناشيء الغر في الصبا ..........ولا كـــــــــر بعد الفرصة المتصابي
ولا حسب الحفار للموت بعدمـــــــــا ..........بنى بيديه القبر ألــــــــــف حساب
يقولون يرثي كــــــــــل خل وصاحب ...........أجـــــل إنما أقضي حقوق صحابي
جزيتهم دمعي فلما جـــــرى المدى ...........جعلت عيون الشعر حسن ثوابــي
كفى بــــــــــذرى الأعواد منبر واعظ ............وبـــــــــــالمستقليها لسان صواب
دعوتك يايعقوب مـــــــن منزل البلى ...........ولـــــــــــولا المنايا ما تركت جوابي
أذكـــــــــــــــرك يادنيا وكيف لم يزل.............لــــهــــا أثــــــرا شهد بفيك وصاب
حملنا إليك الـــغــــار بالأمس ناضراً .............وسقنا كتاب الحمد تلو الكــــــــتاب
ومــــــــــا أنفكت الدنيا وإن قل لبثا .............لسان ثــــــــــــواب أو لسان عقاب
ألا في سبيل العلم خمسون حجة .............مضت بين تعليم وبين طــــــــــــلاب
قطعت طــــوالــــــــي ليلها ونهارها .............رباً مـــــــال نفس في الكمال رغاب
رأى الله أن تلقى إليك صحيـــفـــــة .............فنزهتها عــــــــــــــن هوشة وكذاب
ولـــــــــم تتخذها آلة االحقد والهوى ............ولا منتدى لــغــو وســـــــــوق سباب
مشينا بنـــــــــوري عــلمها وبنيانها ..............فلم نسر إلا فــــــــي شعاع شهاب
وعشنا بين جيلين قـــمــت عليهما...............مـــعـــلم نشء أو إمام شبــــــــــاب
رسائــــــــــل من عفو الكلام كـأنها .............حواشي عيون فــــي الطروس عذاب
هى المحض لا يشقى به أبن تميمة ............غذاء ولا يشقى بــــــــــه أبن خضاب
سهول من الفصحى وقفت بها الهوى ............عـــــــــلى ما لديها من ربى وهضاب
وما ضعت بين الشرق والغرب مشية .............كما قيل فـــــــي الأمثال حجل غراب
فــــــــــــلم أر أنقى منك سمعة ناقل ............إذا وسم النقل الـــــــــــــــرجال بعاب
وكــــــــــــم أخذ القول السري معرب .............فـــــــمــــــــــــا رده لاسم ولا لنصـاب
وفدت علـــى الفصحى بخيرات غيرها..............فـــــــــــــــــوالله ما ضاقت مناكب باب
وقــــــــــــــدما دنت يونان منها وفارس ..........ورومــــــــــــــــا فحلوا في فسيح رحاب
تبتلت للعلم الشريف كـــــــــــــــــــأنه ...........حقيقة تــــــــــــــــــــوحيد وأنت صحابي
وجشمت ميدان السياسة فارســــــاً ..........وكــــــــــــــــل جواد في السياسة كابي
وكنا ونمر فـــــــــــــي شغاب فلم يزل .........بنا الدهر حتى فض كــــــــــــــــل شغاب
رأى الثورة الكبرى فســـــــــــــل يراعه ......لتحطيم أغـــــــــــــــــــــــــــــال وفك رقاب
ومــــــــــا الشرق إلا أسرة أو عشيرة .........تلم بنيها عند كـــــــــــــــــــــــــــل مصاب
سلام علـــــــى شيخ الشيوخ ورحمة ........تحدر مـــــــــــــــــــــــن أطياف كل سحاب
ورفـــــــــــــــــاف ريحان يروح ويغمدي .......علـــــــــــــــــــى طيبات في الخلال رطاب
وذكرى وإن لم ننسى عهدك ساعة ..........وشوق وإن لــــــــــــــــــــــــــم نفتكر بإياب
وويح السوافي هل عرضن على البلى........جبينك أم سترنه بحجـــــــــــــــــــــــــاب
وهـــــــــــــــل صن ماء كان فيه كأنه .........حياء بتول فــــــــــــــــــــــــي الصلاة كعاب
ويـــــــــــــــا لحياة لم تدع غير سائل .........أكــــــــــــــــــــــــــانت حياة أم خليلة داب
وأين يـــــــــــــــــد كانت وكان بنائها ......... يـــــــــــــــــــــــــراعة وشي أو يراعة غاب
ولهفي على الأخلاق في ركن هيكل ........ببطن الثرى رث الــــمـــعـــــــــــــالم خابي
نعيش ونمضي فــــــــي عذاب كلذة .........منه العيش أو فـــــــــــــــــــي لذة كعذاب
ذهبنا من الأحلام فـــــي كل مذهب ..........فلما انتهينا فســـــــــــــــــــــــرت بذهاب
وكل أخي عيش وإن طـــــــال عيشه ........تــــــــــــــــــــــــراب لعمر الموت وابن تراب