عزيزي المستخدم ... ان كنت من اعضاء هذا المنتدى فاضغط دخول

و ان كنت عضو جديد فاضغط تسجيل
ولكم جزيل الشكر الادارة
عزيزي المستخدم ... ان كنت من اعضاء هذا المنتدى فاضغط دخول

و ان كنت عضو جديد فاضغط تسجيل
ولكم جزيل الشكر الادارة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ذات النطاقين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد مجدي

أحمد مجدي


ذكر عدد الرسائل : 50
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 06/06/2009

ذات النطاقين Empty
مُساهمةموضوع: ذات النطاقين   ذات النطاقين Icon_minitimeالجمعة سبتمبر 11, 2009 11:14 am

ذات النطاقين
هي أسماء بنت عبد الله بن عثمان (أبي بكر الصديق)- رضي الله عنه- وقد وُلدت قبل بعثة النبي– صلى الله عليه وسلم- بأربعة عشر عامًا، والمعروف في التاريخ الإسلامي أنها وأبوها وزوجها وابنها وأختها كانوا من الصحابة السابقين إلى الإسلام، فأبوها الصديق أبو بكر ثاني اثنين؛ إذ هما في الغار، وزوجها الزبير بن العوام من العشرة المبشرين بالجنة، وابنها عبد الله بن الزبير أمير المؤمنين وأول مولود للمهاجرين بالمدينة، وأختها لأبيها أم المؤمنين عائشة، وأخوها الصحابي الجليل عبدالله بن أبي بكر، وأخوها لأبيها الصحابي الجليل عبدالرحمن بن أبي بكر- رضي الله عنهم أجمعين.
خرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مهاجرًا إلى يثرب، ونجاه الله تعالى من أيدي الظالمين، الذين ترصدوا له على باب الدار يريدون قتله، وتوجه إلى بيت الصديق ليصطحبه في رحلته، وفي تلك الأثناء تحكي أسماء، قائلة: صنعت سفرة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في بيت أبي بكر حين أراد أن يهاجر إلى المدينة فلم نجد لسفرته ولا لسقائه ما نربطهما به فقلت لأبي بكر: والله ما أجد شيئًا أربط به إلا نطاقي، قال: فشقيه باثنين فاربطي بواحد السقاء وبالآخر السفرة ففعلت"، (والحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه)، وقد بشرها رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فيما بعد:
"لَقَدْ أَبْدَلَكِ اللهُ بِنَطَاقِكِ هَذَا نِطَاقَيْنِ فِي الْجَنَّةِ"
ولُقبت منذ ذلك الحين بذات النطاقين.
وفي صباح ليلة الهجرة أسقطت في أيدي قريش، وطاش صوابهم عندما علموا بخروج النبي- صلى الله عليه وسلم- من داره سالمًا من بينهم، وجُنَّ جنون فرعون الأمة "أبو جهل"- لعنه الله- فأتى دار أبي بكر يطرق الباب فخرجت له أسماء فسألها: أين أبوك يا فتاة؟ فأجابت- في ثقة وإباء وهي تلمح الشرر يتطاير من عيني الطاغية-: "لا أدري"، فما كان منه إلا أن صفعها على وجهها صفعةً شديدة أطارت قرطها من أذنها، لكنها لم تبال واستمرت واقفةً بالباب كالسد المنيع حتى ولى مخذولاً مدحورًا هو ومن معه تعقبهم الحسرة والخزي، وكان هذا الصمود سمة من سمات ذات النطاقين يذكره لها التاريخ بكل فخر واعتزاز؛ لتكون مثالاً يحتذى لكل النساء المسلمات على مر الدهور.
وفي الدفاع عن الحق نجد للسيدة أسماء موقفًا آخر تضمه إلى رصيدها، إذ يذكر التاريخ أن جدَّها أبا قحافة والد أبي بكر الصديق- رضي الله عنه-، وكان شيخًا هرمًا أعمى ما زال يصر على وثنيته وشركه، وأراد أن يعرف الوجهة التي إليها ذهب ابنه الصديق- رضي الله عليه وسلم- مع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فتولت أسماء - رضي الله عنها- الرد عليه وهي تعطي النساء درسًا في الكتمان والسرية، قائلة: "لا أدري يا جداه" لتتعلم نساؤنا أن قلة الكلام خير من كثيره، وأنه من الخير الاستعانة على قضاء الحوائج بالكتمان، فليس كل ما يعرف يقال.
وأراد أبو قحافة جدها أن يثير حنق الأبناء على أبيهم فقال: إني على يقين أن أباك لم يترك لكم درهمًا واحدًا، لقد ضيع كل أمواله وثروته في تحرير العبيد وعتقهم من الرق؛ تقربًا إلى ربه ونبيه على حد زعمه، لقد أفقر نفسه وأفقركم معه.
وهنا يتبدَّى ذكاء السيدة أسماء وحضور ذهنها، إذ تشير إلى أم رومان زوجة أبيها وإلى أختها عائشة ألا ينطقا بكلمة، وقالت لجدها أبي قحافة: أنت تخطئ يا جداه، بل ترك لنا الكثير، ثم تناولت كيسًا عمدت إلى ملئه حصى وهزته فأشبه الصوت خشخشة الدراهم فسكنت ثائرة الرجل وهدأ ثم قام منصرفًا معلنًا بذلك انتصار ذات النطاقين بتضحيتها وإيمانها وذكائها وتوقُّد ذهنها وحبها العملي لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولأبيها رضي الله عنه.
ولم يمنع ذات النطاقين حملها من توصيل المؤن والطعام لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولأبيها- رضي الله عنه- فى غار ثور وهما فى طريق الهجرة إلى المدينة رغم وعورة الطريق، إذ تُضطَّر من أجل الوصول إلى الغار إلى تسلق الجبال والهضاب، لكن التضحية في سبيل الله أسمى من حملها ومن المشقة التي تعانيها، بل هي تنسيها تلك المشقة والتعب، وكان حاديها في هذا الخروج، الرغبة في نصرة الدعوة ودين الله وتقديم ما يمكن تقديمه في سبيل الله، ونساء البيت مثل رجاله، لديهن الاستعداد للقيام بالمهام الصعبة، وهي نصرة دين الله وحمايته من كيد الأعداء.
أسلمت أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنها- مع السابقين الأولين، وهي فتاة غضَّة في الرابعة عشرة من عمرها، يوم أن عاد والدها الصديق- رضي الله عنه- إلى الدار مشرق الوجه، متهلل الجبين، باسم الثغر، تكاد عيناه تنطقان بالكلمات قبل أن يتلفَّظ بها لسانه، فها هو يزف إلى أهله بشرى نبوة "محمد الأمين" صديقه وصفيَّه- صلى الله عليه وسلم- ويعلن أنه قد تابعه وآمن به.
ولما آن أوان إسلام أسماء كان ترتيبها في الإسلام (الثامن عشر) بين الرجال والنساء على حدٍّ سواء، فهي من المؤمنات السابقات.
وقد انضوت منذ إسلامها تحت لواء المصطفى- صلى الله عليه وسلم- وكانت كثيرًا ما تلقاه في منزل أبيها الصديق- رضي الله عنه- الذي كان يعتبره رسول الله منزلاً له ومقيلاً ومأوى، فتلقت- رضي الله عنها- مبادئ الإيمان وأحكام الإسلام من مصدرها الصافي العذب من فم رسول الله- صلى الله عليه وسلم- متغلغلاً إلى أعماق قلبها، فأصبحت بهذه التنشئة الإيمانية رمزًا حيًّا للمرأة المسلمة.
قبيل الهجرة كان الزواج الميمون لهذه الصحابية الجليلة، وكان الزوج هو الزبير بن العوام بن خويلد ابن عمة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها، ذلك الشاب القرشي الفارس الشجاع وأحد السابقين إلى الإسلام والذي بشره رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بالجنة مع تسعة آخرين عُرفوا جميعًا بالعشرة المبشرين بالجنة، وكان زواجًا مباركًا لمسلمَين خالطت بشاشة الإيمان قلبيهما، وامتزج الإسلام بلحمهما ودمهما، ضمهما هدف واحد، وطريق واحد، تحت لواء واحد.. هاجر إلى المدينة فهاجرت، وجاهد فشدَّت أزره، وصبرت في ضرَّائه، وشكرت في سرائه، لم يمنعها مكان أبيها، ولا شرف قومها، أن تقف إلى جانبه في أيام الشدة والفقر، تعمل وتكدح وتُعَمِّرَ عش الزوجية بكدِّ اليمين، وعرق الجبين.
قالت أسماء: تزوجني الزبير، وما له في الأرض مال ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، فكنت أخدمه خدمة البيت كله، وأعلف فرسه، وأسوسه وأكفيه مئونته، وأحشُّ له، وأقوم عليه، وأدق النوى لناضحه (إبله)، وكنت أنقل النوى على رأسي من أرض الزبير- على ثلثي فرسخ- وكنت أعجن وأسقي الماء، وأخزر الدلو.
ولم تطل المدة حتى انتشرت دعوة الإسلام، وفاض الخير على المسلمين، وكان للزبير- فيما له- ألف مملوك يؤدون إليه الخراج، وتمت كلمة ربك على المؤمنين بما صبروا، وصدق الله: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآَخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ (النحل:41)
ظل المسلمون بعد الهجرة بمدة لا يولد لهم ولد، وأشاع اليهود أنهم سحروهم فلن ينجبوا، حتى كذبهم القدر، فولدت أسماء ابنها "عبد الله" فكان أول مولود في المدينة، فاستبشر المسلمون وكبَّروا، وولدت بعد ذلك "عروة" و"المنذر"، وما منهم إلا عالم أو فارس.
بعد وفاة يزيد بن معاوية بويع لعبد الله بن الزبير بالخلافة في الحجاز واليمن والعراق وخراسان، وظل تسع سنوات ينادَى بأمير المؤمنين، حتى شاءت الأقدار أن تزول الخلافة من أرض الحجاز.
جاء الحجاج بجند الشام فحاصر ابن الزبير في مكة، وطال المدى، واشتد الحصار، وتفرَّق عنه أكثر من كان معه، فدخل عبد الله على أمه في اليوم الذي قُتل فيه، فقال لها: يا أماه، خذلني الناس حتى ولدَاي وأهلي، فلم يبق معي إلا اليسير ممن ليس عنده من الدفع أكثر من صبر ساعة، والقوم يعطونني ما أردت من الدنيا فماذا ترين؟
وهناك أمسك التاريخ بقلمه ليكتب موقف الأم الصبور من ابنها وفلذة كبدها، من لحظة حاسمة من لحظات الخلود: الأم التي شاب رأسها ولم يشب قلبها، وشاخ جسدها ولم يشخ إيمانها، وانحنى ظهرها ولكن عقلها ظل مستقيمًا مسددًا، قالت أسماء: أنت والله يا بني أعلم بنفسك، إن كنت تعلم أنك على حق وإليه تدعو، فامض له فقد قتل عليه أصحابك، ولا تمكِّن من رقبتك غلمان بني أمية يلعبون بها، وإن كنت إنما أردت الدنيا فبئس العبد أنت، أهلكت نفسك، وأهلكت من قُتل معك، وإن قلت: كنت فلما وهن أصحابي ضعفت، فهذا ليس فعل الأحرار، ولا أهل الدين، وكم خلودك في الدنيا؟! القتل أحسن.
قال: إني أخاف أن يُمَثِّل بي أهل الشام.
قالت: وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها.
فدنا ابن الزبير فقبَّل رأسها وقال: هذا والله رأيي، والذي قمت به داعيًا إلى يومي هذا، ما ركنت إلى الدنيا، ولا أحببت الحياة فيها، وما دعاني إلى الخروج إلا الغضب لله أن تستحل حرمته، ولكني أحببت أن أعلم رأيك فزدت بصيرة مع بصيرتي، فانظري يا أماه فإني مقتول من يومي هذا، فلا يشتد حزنك.
قالت: إني لأرجو من الله أن يكون عزائي فيك حسنًا.
قال: جزاك الله خيرًا، ثم قالت: اللهم ارحم طول ذلك القيام في الليل الطويل، وذلك الظمأ في هواجر المدينة ومكة، وبرَّه بأبيه وبي، اللهم قد سلَّمته لأمرك فيه، ورضيت بما قضيت فأثبني في عبد الله ثواب الصابرين الشاكرين، وذهب عبد الله فقاتل الساعات الأخيرة قتال الأبطال، وهو يتمثَّل صورة أمه في عينيه، وصوتها في أذنيه، مرتجزًا منشدًا:
أسماء يا أسماء لا تبكيني
لم يبق إلا حسبي وديني
وصارمٌ لانت بـه يميني
وما زال على ثباته حتى قُتل، فكبر أهل الشام لمقتله، فبلغ ذلك ابن عمر فقال: الذين كبروا لمولده خير من الذين كبروا لموته.
صلب الحجاج عبد الله بن الزبير مبالغةً في التشفِّي والإرهاب، ثم أرسل إلى أمه أسماء فأبت أن تأتيه، فأعاد إليها الرسول: لتأتينني أو لأبعثنّ إليك من يسحبك فأبت، وقالت: والله لا آتيه حتى يبعث إليَّ من يسحبني، فما كان من الحجاج إلا أن رضخ لصلابتها، وانطلق حتى دخل عليها، فقال: أرأيت كيف نصر الله الحق وأظهره؟
قالت: ربما أُديل الباطل على الحق.
قال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله.
قالت: أراك أفسدت على ابني دنياه، وأفسد عليك آخرتك.
قال: إن ابنك ألحد في هذا البيت، وقد قال الله ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ (الحج من 25)، وقد أذاقه الله ذاك العذاب الأليم.
قالت: كذبت. كان أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة، وسُرَّ به رسول الله وحنَّكه بيده، وكبَّر المسلمون يومئذ حتى ارتجت المدينة فرحًا به، وكان برًّا بأبويه صوامًا قوامًا بكتاب الله، معظمًا لحرم الله، مبغضًا لمن يعصي الله- أما إن رسول الله حدثني أن في ثقيف كذَّابًا ومبيرًا، فأما الكذاب فقد رأيناه (تعني المختار بن عبيد الثقفي)، وأما المُبير فلا أخالك إلا إياه.
فخرج الحجاج من عندها منكسرًا يتمنى لو لم يكن لقيها، بعد أن دخل عليها مزهوًا يريد أن يتشفَّى...
هذه أسماء العجوز في سن المائة، وهذا هو الحجاج الجبار في أوج انتصاره وعنفوان طغيانه، إن الإيمان في قلبها جعله في عينها يتضاءل ويتضاءل حتى صار شيئًا صغيرًا كالهباء، وجعلها في عينه تمتد وتستطيل حتى صارت شيئًا كبيرًا كالمارد العملاق.
وبلغ عبد الملك بن مروان ما صنع الحجاج مع أسماء فكتب إليه يستنكر فعله، ويقول ما لك وابنة الرجل الصالح؟ وأوصاه بها خيرًا، ودخل عليها الحجاج فقال: يا أماه، إن أمير المؤمنين أوصاني بك فهل لك من حاجة؟
قالت: لست لك بأمّ، إنما أنا أمّ المصلوب على الثنية، وما لي من حاجة.
وأخيرًا..
آن للفارس المصلوب أن يترجل، وينزل من فوق خشبته ويُسلَّم إلى أمه فتكفنه وتصلي عليه وتودعه جوف الثرى ليلتقيَ في دار الخلود بأبيه الزبير وجده أبي بكر، وجدته صفية، وخالته عائشة، رضي الله عنهم.
وهكذا استقبلت المصيبة الكبيرة بنفس أكبر، وإيمان أقوى.
دخل عليها عبد الله بن عمر، وابنها مصلوب فقال لها: إن هذا الجسد ليس بشيء، وإنما الأرواح عند الله فاتقِ الله واصبري، فقالت: وما يمنعني من الصبر، وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغيٍّ من بغايا بني إسرائيل؟
ولم يطل بها المقام بعد ولدها، فما هي إلا مائة يوم- أو أقل- حتى لحقت به عام ثلاث وسبعين للهجرة، وقد بلغت المائة عام، لم تسقط لها سن، ولم ينكر لها عقل، وماتت ضريرة، وكانت آخر من مات من المهاجرات، رضي الله عنها.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذات النطاقين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: قسم الاسلاميات :: السيرة النبوية @ الأحاديث @ خواطر إسلامية-
انتقل الى: