قواعد النحو
الضمائر
يستتر الضمير وجوباً عند ما يكون للمتكلم ، أو للمخاطب المفرد ،أو في أسلوب التعجب .
1- أطهِّرُ لساني مـن الغـيـبـة .[للمتكلم]
2- نطـهُّرُ ألسنتنا مـن الغيـبـة . [للمتكلمين]
3- طَهِّرْ لسانك مـن الغيـبـة . [للمخاطب]
4- يجب أن تُطَهِّر لسانك من الغيبة . [للمخاطب]
التعجب مثل : ما أ عظمَ نور القرآن . أعْظِم بالقرآن .
ويستتر جوازاً عند ما يكون التقدير : هو أو هي . مثل :
1ـ إنّ الله رفع أقدار العلماء .
2ـ إنّ الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده .
3ـ الشمس أشرقت فعمَّ النور .
القاعدة الثانية : حذف حرف العلة
من المعلوم أنّ حذف حرف العلة من علامات الجزم . ولكنّ الأمر قد يشكل في الأفعال التي يكون فيها حرف العلة قبل الآخر . فإنّ هذا الحرف يحذف إذا كان الفعل مجزوماً ، لا لأنه علامة جزم ولكنْ لأنّ بقاءه ينشأ عنه التقاء ساكنين ، والتقاء الساكنين لا يجوز في العربية لا بشروط ومواضع سيأتي بيانها في القاعدة الخامسة .
مثال ما حُذف منه حرف العلة وليس بعلامة جزم : يفوز ، يفيد ، يكون .
فتقول : إنْ يفزْ الأبناء يسعـدِ الآباء .
لم يفدِ النصحُ الأحمقَ .
قال تعالى : "لم يكن الذين كفروا".
فالفعل (يفوز) حذفت منه الواو . والفعل (يفيد) حذفت منه الياء . وهما حرفا علة ، والفعلان علامة جزمهما السكون ؛ لأن الحرف لم يقع في آ خر الفعل .
إذن لا يُعدّ حرف العلة علامة جزم إلا عندما يكون موجوداً في آ خر الفعل. وحروف العلة ثلاثة هي : الألف ، والواو ، والياء .
القاعدة الثالثة : التعذر ، والثقل
يمر عند الإعراب مصطلحا التعذر والثقل . فما المقصود بهما؟ ومتى يكون خفاء الحركة بسبب التعذر؟ومتى يكون خفاؤها بسبب الثقل ؟ .
المقصود بالتعـذر أن لا يستطيع المتكلم نطق الحركة . والمقصود بالثقل أن يستطيع النطق بالحركة ولكن بثقل على اللسان .
التعذر : يكون منع الظهور بسبب التعذر عند ما يختم الاسم ، أو لفعل بألف. مثل : موسى ، مستشفى ، مُنتقى . هذا في الأسماء .
أما في الأفعال فمثل : ينهى . يسعى . يرعى . فهذه تكون حركتها مقدرة للتعـذر في جميع حالاتها الإعرابية . ( الرفع ، والنصب للأسماء ، والأفعال ، وأما الجر فهو خاص بالأسماء) .
الأمثلة : قال تعالى : )وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك البحر(([1]) : « استسقى » : فعل ماضٍ مبني على فتح مقدر منع من ظهوره التعذر . «موسى» : فاعل مرفوع علامة رفعه ضمة مقدر منع من ظهورها التعـذر.«عصا »: اسم مجرور بالباء علامة جره كسرة مقدرة منع من ظهورها التعذر .
الـثــقـل : يكون المنع بسبب الثقلفي المنقوص من الأسماء ، وفيما خُتم بياء من الأفعال .ومنع الظهور يكون في الرفع والجر .
الأمثلة :
هذا القاضي حكيم . سلّمت على الداعي للفضائل ، وفي الأفعال مثل : أكرمت من يقضي بحكمة .
واحترزت بكلمة المنقوص لأن هناك ألفاظاً مختومة بياء وتجر ، وترفع بحركة ظاهرة وهذامثل المختوم بياء النسب قال تعالى : )نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين * بلسان عربي مبين(([2]) .
القاعدة الرابعة : اسم الجنس ، واسم الجمع
اسم الجنس هو الذي يفرّق بين جمعه ومفرده بالتاء . مثل : شجر ، ثمر ... مفردها : شجرة ، ثمرة .
اسم الجمع هو الذي ليس له مفرد من لفظه . مثل : إبل ، نساء .
القاعـدة الخامسة : التقاء الساكنين
الأصل في الساكنين أن لا يلتقيا . ولكنّ هذايجوز في الحالات الآتية :
«ويغتفر التقاء الساكنين في ثلاثة مواضع :
الأول : إذا كان أول الساكنين حرف لين ، وثانيهما مدغماً في مثله ، وهما في كلمة واحدة ، نحو: "ولا الضْالِّين " ومادة ، ودابة .
الثاني : ما قصد سرده من أسماء الحروف ، نحو جِيْـمْ . ميْـمْ .
الثالث : ما وُقـف عليه من الكلمات . مثل زيْـدْ . ثوْبْ »([3]) .
القاعدة السادسة : مجيء الحال من نكرة
الأصل بصاحب الحال([4]) أن يكون معرفة مثل : قال تعالى : "ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر " ([5]) .
أرسل الله محمداً بشيراً ونذيرا . فالحال الأولى حال من الواو في (يعمروا) والثانية من محمد .
وجاز مجيئها من نكرة في حالات . قال ابن مالك :
ولم ينكر غالباً ذ و الحـــال إن لـم يتأخر أو يخـصـص أو يـبن
من بعد نفي أو مضاهيــه كلا يبغي امرأ على امرئ مستسهـلا
فهذه حالات ثلاث ذكرها ابن مالك :
1- أن تتقدم الحال على صاحبها مثل : منطلقاً إلى أرض الجهاد سار جيش .
2- أن تخصص الحال بوصف أو إضافة . فالوصف مثل : استشهد جندي شجاع مقبلاً على المعركة . وما خُصص بإضافة مثل : هذا إمام مسجد قائماً بحق الله .
3- أن تقع النكرة بعد نفي أو ما يشبه النفي . مثال النفي : ما جاءني ضيف طارقاً بليل . وشبه النفي مثل : هل زارك شاعـر منشداً قصائده .
وقد أضاف محمد محي الدين عبد الحميد . صاحب كتاب ( منحة الجليل بتحقيق شرح ابن عقيل ) ثلاث مسوغات أخرى هي :
أ- أن تكون الحال جملة مقترنة بواو : زارنا رجل والشمس طالعة .
ب- أن تكون الحال جامدة . مثل : هذا خاتم حديداً .
ج- أن تكون النكرة مشتركة مع معرفة أو مع نكرة يصح أن تجيء الحال منها ، كقولك : زارني خالد ورجل راكبين ، أو : زارني رجل صالح وامرأة مبكرين([6]) .
القاعـدة السابعـة
الاسم المنصوب الواقع بعد اسم التفضيل يعرب تمييزاً :
مثل : هذا أجمل المقرئين صوتاً . قال تعالى : " أنا أكثر منك مالاً وأعـز نفراً"([7]) .
القاعـدة الـثـامنـة
ما بعد ظرف المكان يعرب مضافاً إليه دائماً ، وكذلك الضمير المتصل باسم . مثال الأول : طاف الحاج حول الكعبة . ومثال الثاني : ديننا خير الأديان .
القاعدة التاسعة
في محل رفع ، أو نصب ، أو جر ، أو جزم . ما الفرق بين هذا وبين قولنا مرفوع أو منصوب أو مجرور ، أو مجزوم ؟
إذا قيل في محل فالمقصود إن الأعراب وقع على جملة ، أو شبه جملة ( ظرف أو جار ومجرور) والعلامة الإعرابية في مثل هذه الحالة لا تظهر .
مثال : هذا بلبل يشدو . نظرت إلى بلبل يشدو . سمعت بلبلاً يشدو .
فجملة يشدو في محل رفع ، وجر ، ونصب . على الترتيب . حسب إعراب ما قبلها .
ومما وقع في محل جزم ( من أدى الصلاة خاشعاً فقد فاز ) فاز وأدى في محل جزم .
ومنه قوله تعالى: ) من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها( ([8]) .
« جاء » في محل جزم فعل الشرط .
« فله عشر » في محل جزم جواب الشرط .
ولأنّ الأفعال : أدى ، فاز ، جاء أفعال ماضية الأصل فيها البناء .
أما إذا قيل مرفوع ... إلخ . فإن المقصود إيقاع الإعراب على اللفظة . والعلامة الإعرابية تظهر إن كانت اللفظة مما يمكن ظهور الحركة عليها ، أو تقدر كما هو مفصل في القاعدة الخامسة .
الأمثلة : حضر ضيفٌ . أكرمت ضيفاً . سلّمت على ضيفٍ .
القاعـد ة العاشرة
قد يمر عليك في الإعراب أن تقرأ مفعولاً به ومفعولاً فيه . فالفرق بينهما أن لفظة مفعول به تذكر عند ما تكون اللفظة وقع عليها الحدث ، ومفعول فيه ترد عند ما يذكر ما وقع الحدث فيه . .
مثل : صمت يوم عرفة ، « يوم » مفعول فيه .
ومفعول به : مثل أرسل القائد جندَه إلى المعركة . فلفظة « جنده » مفعول به .
القاعدة الحادية عشرة
لا ينصب بالكسرة إلا جمع المؤنث السالم . قال تعالى : إنّ الحسناتِ يذهبن السيئاتِ " ([9]) .
القاعدة الثانية عشرة
لا يقال عند الإعراب مرفوع منصوب مجرور فقط بل لا بد لإكمال الإعراب من ذ كر العلامة ؛ لأنّ علامات الإعراب تختلف باختلاف المُعرَب .
القاعدة الثالثة عشرة
كيف تقيس وتنمي مقدرتك الإعرابية ؟
وهذا بأن تختار لفظة من المُعرَب أمامك فتقوم بإعرابها بنفسك ، ثم تقوم بعرض إعرابك على الموجود أمامك وتوازن . وإذا رأيت أنّك حذقت هذا فهات جملة من إنشائك ثم أعربها .
ولتمكين قدرتك حاول أن تعرب جميع ما تقرأ إعراباً ذهنياً ، وكذلك ما تسمع ، كما أنه مما يعينك على التمكن أن تكثر ما استطعت التحد ث بالفصحى ، وأن تعلل اختيارك حركة معينة أو اختيار الوضع الإعرابي لكلام من تسمع له لهذه الحركة دون هذه .
القاعدة الرابعة عشرة
معاني الكلام عشرة هي كما أوردها الحريري في شرح ملحة الإعراب .حيث قال : « . . . والمراد بقولنا حرف معنى أي معنى من معاني الكلام العشرة التي هي : الخبر , والاستخبار, والأمر , والنهي , والنداء , والقسم , والطلب , والعرض , والتمني , التعجب » ([10]) .* * *
B
هذا وأسأل الله السميع العليم أن يكون قد هداني للصواب , وأن يمُنَّ علي بثواب المجتهد المصيب, وأن يرحم جميع علمائنا إنّه هو السميع العليم . اللهم صلِّ وسلّم على عبدك ورسولك محمد, وعلى آله وصحبه أجمعين, وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
تم بعون الله , وتوفيقه الفراغ من هذا الكتاب يوم الاثنين الموافق للسابع من ذي الحجة لعام خمس وعشرين وأربعمائة وألف للهجرة ، وكان هذا في الساعة العاشرة وخمسين دقيقة ، وبتوقيت أدقّ وأبقى على مرّ الزمان أقول : كان الفراغ منه قبل الزوال بقدر قراءة ثلاثة أجزاءٍ من القرآن الكريم .
* * *
المصادر والمراجع
1. القرآن الكريم
2. معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج
إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس
3. الأزهية في علم الحروف للهروي
4. درة الغواص في أوهام الخواص للحريري
5. الكشاف للزمخشري
6. شرح سيرة ابن هشام السهيلي
7. غرائب آي التنزيل للرازي
8. بدائع الفوائد لابن قيم الجوزية
9. البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي
10. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام
11. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
12. النحو الوافي لعباس حسن
13. شذا العَرف في فن الصرف لأحمد الحملاوي
14. شرح ابن عقيل
. ([9]) .