نصوص المقامة الحلوانية *

بديع الزمان الهمذانى
(1) الرغبة فى الاستحمام:
حدثنا عيسى بن هشام. قال: لما قفلت من الحج فيمن قفل، ونزلت (حلوان) مع من نزل، قلت لغلامى: أجد شعرى طويلا، وقد اتسخ بدنى قليلا ، فاختر لنا حماما ندخله، وحجاما نستعمله، وليكن الحمام واسع الرقعة ، نظيف البقعة، طيب الهواء، معتدل الماء. وليكن الحجام خفيف اليد، حديد الموسى، نظيف الثياب، قليل الفضول.
** المفردات :
الكلمة معناها الكلمة معناها الكلمة معناها
قفلت رجعت× ذهبت الحج مادة( حجج) حلوان مدينة جنوب بغداد
غلامي خادمي ج غلمان طويلا ج طوال×قصير حجام حلاق
نظيف × متسخ الرقعة المساحة ج رقاع ورقع البقعة المكان ج بقاع وبقع
حديد حاد× ثلم الموسى شفرة الحلاقة قليل الفضول أي قليل الكلام×ثرثار
اتسخ مادة( و س خ) يكن مادة( ك و ن) نزلت دخلت
** الشرح:
بعد رجوعى من الحج ، نزلت مدينة حلوان، ورأيت أنى فى حاجة ماسة إلى الاغتسال وتقصير الشعر، فطلبت من خادمى أن يخرج للبحث عن حمام جيد وحلاق ماهر. أما صفات الحمام فهى اتساع مساحته مع نظافته، وطيب هوائه وصفاء مائه، ويشترط فى الحجام : خفة يده ومهارته وسهولة حركته،وجودة آلة الحلاقة، ونظافة ثوبه ، وقلة كلامه فلا يتدخل فيما لا يعنيه. وهذه الصفات تدل على حب عيسى بن هشام للنظافة وكراهيته لكثرة الكلام وميله إلى إتقان العمل
** التصوير:
*أجد شعري طويلا : كناية عن طول الرحلة ويدل على ما يواجهه الحاج من مشاق أثناء الرحلة
* حجّاماَ نستعمله : استعارة مكنية شبه الحلاق بآلة تستعمل سر الجمال التوضيح توحى بقلة شأن الحلاق
* خفيف اليد: كناية عن المهارة والخبرة سر الجمال الاتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل فى إيجاز وتجسيم
* طيب الهواء: كناية عن نظافة الماء
* معتدل الماء : كناية عن توسط حرارته.
**المحسنات:
* السجع في ( قفل- نزل) و( طويلا- قليلا) و( ندخله- نستعمله) و( الرقعة- البقعة) و( الهواء- الماء) يعطى النغم الموسيقى يثير الذهن وجذب الانتباه وحسن ازدواج .
* الازدواج في جمل الفقرة يحقق المتعة والطرب
* الجناس الناقص فى( حماما- حجاما) و( الرقعة- البقعة) يعطى الأثر الموسيقى000
**الأساليب
* ليكن: أمر غرضه التمنى والرجاء
* اختر : أمر حقيقى
* باقي الأساليب خبرية غرضها التقرير والتوضيح
** التعبير:
* (واسع- خفيف- طيب- نظيف) توحى بالرغبة فى المتعة والسعادة فى النفس
* حديد الموسى : تدل على أن شفرته حادة حتى يحسن الحلاقة

(2) صراع داخل الحمام :
فخرج مليا، وعاد بطيا، وقال: قد اخترته كما رسمت، فأخذنا إلى الحمام السمت، وأتيناه فلم نر قوامه، ولكننى دخلته ، ودخل على أثرى رجل ، وعمد إلى قطعة طين فلطخ بها جبينى، ووضعها على رأسى، ثم خرج. ودخل آخر، فجعل يدلكنى دلكا يكد العظام ، ويغمزنى غمزا يهد الأوصال، ويصفر صفيرا يرش البزاق, ثم عمد إلى رأسى يغسله، وإلى الماء يرسله. وما لبث أن دخل الأول، فحيا أخدع الثانى بمضمومة

» تابع /المقامة الحلوانية **
» تابع المقامة الحلوانية***
» تابعونا / المقامة الحلوانية ***
» تابعونا/ المذيد/المقامة الحلوانية ****
» نصوص (7 ) ****