التعريف بالشاعر :
ولد شاعرنا في قرية "المحيدثة" بلبنان سنة 1890 م وجاء إلى مصر سنة 1902م واشتغل بالتجارة ، وتفجرت موهبته الأدبية في الشعر مبكراً فأصدر ديوانه (تذكار الماضي) سنة 1911، ثم هاجر إلى أمريكا الشمالية وأقام في(نيويورك) وانضم إلى (الرابطة القلمية) التي أسسها (جبران خليل) سنة 1920 – ونشر هناك ديوانه (الجداول) سنة 1927 - ثم (الخمائل) سنة 1946 وتوفى سنة 1957 .
غرض النص :
يشكو بعض الناس من الحياة ويدعون أنها مليئة بالمتاعب و الهموم و المصاعب ، ويميلون إلى التشاؤم لأتفه الأسباب ، ولو نظروا حولهم - بعين التفاؤل - لوجدوا كثيرا من مظاهر الجمال التي تفجر ينابيع السعادة في النفوس .. ولهؤلاء المتشائمين يوجه الشاعر قصيدته مستنكراً شكواهم داعياً إياهم إلى التمسك بالأمل والتفاؤل والسعادة بالحياة.
نوع التجربة :
عامة ، ففيها دعوة إلى جميع الناس للإقبال على الحياة والتفاؤل و نبذ(ترك) التشاؤم والتمتع بالحياة وما فيها من نعم لا تحصى .
الأبيات من (1 - 6)
" نعم الله لا تحصى "
1 - كَمْ تشتَكِي وتقولُ إِنَّكَ مُعْدِمُ والأرضُ مِلْكُكَ والسَّما والأنْجُمُ
اللغويـات :
- كم : خبرية للكثرة ، ومعنى " كم تشكو " : كثيرا ما تشكو - تقول : أي تزعم و تدَّعي - مُعْدِم : فقير ، اسم فاعل وماضيها أعدم - السما : السماء وحذفت الهمزة للوزن .
الشرح :
يخاطب الشاعر الإنسان المتشائم الذي يشكو بدون داعٍ قائلاً له : كثيراً ما تشتكي وتدّعي الفقر، مع أن كل شيء في السماء والأرض مسخر ومهيأ لك .
التذوق :
[كم تشتكي وتقول] : كم تفيد كثرة الشكوى غير المبررة من الساخطين المتشائمين.
[تشتكي وتقول] : كل منهما مضارع يدل على استمرار الشكوى وتجددها .
[تقول: إنك معْدم] : أسلوب مؤكد بـ " إن " لتأكيد الشك في فقره وزعمه .
[والأرْض ملْكك والسما والأنْجم] : الشطر الثاني دليل على بطلان دعوى المتشائم بأنه معْدم ، والعطف هنا أفاد تعدد مظاهر النعم .
[الأنجم - السماء] : إطْناب عن طريق عطف الخاص " الأنجم " على العام " السماء " ، وخص " الأنجم " ؛ لأنها تلائم التفاؤل بما فيها من نور وإشراق.
[السما - الأنجم] : مراعاة نظير تثير الذهن .
[الأرض - السماء ، معْدم وملكك] : طباق يوضح المعنى ويقويه .
[معْدم - الأنجم] : محسن بديعي / تصريع .
أسلوب البيت خبري للتقرير .
2 - ولكَ الحقولُ وزَهْرُها وأَريجُها ونَسيمُها والبُلبلُ المُتَرَنِّمُ
اللغويـات :
أريجهـا : عطرهـا ، شذاها ج أرائج - نسيمها : هواؤها الرقيق ج أنسام - المتـرنِّـم : المغنـى .
الشرح :
و يفصل الشاعر لهذا الإنسان مظاهر الجمال المنتشرة من حقول واسعة وما بها من زهر متفتح له رائحة عطرة ونسيم رقيق عليل وبلابل مغردة فوق الأشجار.
التذوق :
[لك الحقول إلخ] : أسلوب قصر يفيد التخصيص أي أنها بجمالها لك وحدك .
[لك الحقول وزهْرها.. إلخ] : إطناب بعطف الخاص (زهْرها) على العام (الحقول ) .
[زهْرها - وأريجها - ونسيمها] : محسن بديعي / حسن التقسيم ، يعطي إيقاعاً وجرساً موسيقيا تطرب له الأذن .
[وزهْرها - وأريجها - ونسميها - والبلبل] : تتابع العطف بالواو ؛ لتفصيل جوانب المتعة وتعدد النعم التي خص الله بها الإنسان .
[الحقول - زهْرها - أريجها - نسيمها] : مراعاة نظير تثير الذهن .
[البلبل المترنم] : استعارة مكنية ، تصور البلبل بإنسان يترنم .
البيت الثاني : كناية عن كثرة النعم ، وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم.
أسلوب البيت خبري غرضه الدعوة إلى التفاؤل و إظهار الإعجاب بالطبيعة .
3 - والماءُ حَـوْلَكَ فضَّةً رَقراقَةً والشمسُ فَوْقَكَ عَسْجَدٌ يتَضَرَّمُ
اللغويـات :
الماء ج مياه ، أمواه - رقـراقة : ذائبة لامعة - عَسْجد : ذهـب - يتضــرَّم : يشتعـل والمراد يلمع ويبرق .
الشرح :
والمياه الصافية الفضية تنساب حولك في الجداول ، والشمس التي تعلوك تنثر على الماء أشعتها الذهبية الساحرة .. فما لك لا تتفاءل وتسعد و كل ما في الكون يدعوك لاستقبال السعادة التي تناديك ؟!!
التذوق :
[الماء حولك فضة رقراقة] : تشبيه للماء بالفضة فيه توضيح وإيحاء بالجمال.
س1 : أيهما أجمل : [الماء حولك – الماء أمامك] ؟ ولماذا ؟
جـ : الماء حولك أجمل ؛ لأنها توحي بكثرة الماء وبالتالي كثرة الخير ممثلاً في زروع وثمار .
[الشمس عسجد يتضرم] : تشبيه لأشعة الشمس الصفراء بالذهب اللامع، للتوضيح والتشبيه يوحي بالروعة والجمال .
[وعسْجد يتضرم] : استعارة مكنية ، تصور العسْجد (الذهب) نارا مشتعلة ، وهذا الخيال مركب ، حيث جعل كلمة " عسْجد " مشبها به في الصورة الأولى ومشبها في الصورة الثانية لتقوية الخيال .
س2 : أيهما أجمل : [عسجد يتضرّم – عسجد يتبسّم] ؟ ولماذا ؟
جـ :الأجمل (عسجد يتبسم) ؛ لأنه يوحي بالسعادة والسرور، وذلك يناسب عاطفة الأمل والتفاؤل، بخلاف: (عسجد يتضرم) فهو لا يناسب الجو النفسي(التفاؤل) ؛ لأن فيه معنى النار والاشتعال و الدمار.
[والماء حوْلك فضة رقْراقة والشمْس فوْقك عسْجد يتضرم] : بين شطري البيت محسن بديعي حسن تقسيم يعطي جرساً موسيقيا تطرب له الأذن .
أسلوب البيت خبري للوصْف
4 - النورُ يَبْنِي في السُّفوحِ وفي الذُّرا دُورًا مُزَخْرَفَةً وحِينًا يَهْدِمُ
منقوووووووووووووووول *
اللغويـات :
السفوح : م سفح وهو أسفل الجبل × القمم - الذُّرا : م ذروة وهى أعلى الشيء - دورا : بيوتا و المراد أشكالاً - حيناً : وقتاً ج أحيان ، ج ج أحايين .
الشرح :
النور (كما يراه المتفائل) أشبه بفنان قدير يرسم بأشعته وظلاله لوحات و أشكالاً جميلة فوق السهول والهضاب ، وعندما تعلن الشمس عن الرحيل تختفي وتنمحي تلك اللوحات الرائعة .
التذوق :
[النور يبْنى - وحينا يهدم] : استعارة مكنية ، تصور النور (ضوء الشمس) إنسانا يبنى أشكالاً مزخرفة ، ثم يعود ويهدمها ، وهى صورة ممتدة تبين ما يحدثه نور الخالق في الكون من أثر جميل بما يصنعه من صور ومناظر رائعة .
[دوراً] : استعارة تصريحية ، تصور أشعة الشمس والظلال بدور بنيت وشيدت .
[يبْنى - يهدم ، السفوح - الذرا] : طباق يوضح المعنى بالتضاد ويفيد الشمول .
[نور - دور] : محسن بديعي / جناس ناقص .
نقد : يعاب على الشاعر استخدامه لكلمة (يهدم) فهي غير ملائمة للجو النفسي ، وهو الأمل و التفاؤل .
أسلوب البيت خبري للوصْف .
5 - فكَأَنَّهُ الفنَّانُ يعـرضُ عـابِثًا آياتِهِ قُدَّامَ مَنْ يتَعَلَّمُ
اللغويـات :
- عابثا : لاعبا ، لاهياً - آياته : قدراته ومنجزاته والمراد عجائبه م آية - قُدَّامَ : أمام × وراء.
الشرح :
فكأنه (النور) فنان قدير متفجر الموهبة ، ولكنه عابث حيث يعرض لوحاته العجيبة المبتكرة ثم يمحوها بدون فائدة أمام المعجبين بفنه من الناس .
التذوق :
[فكأنه الفنان] : تشبيه للنور وما ينشره من ظلال بالفنان، وسر جماله التشخيص.
[يعرض عابثا آياته] : امتداد للخيال .
نقد :
1 - يرى النقاد أن كلمة [عابثا] لا تتفق مع الجو النفسي ؛ لأن العبث وضع الشيء بغير نظام وفيه إهمال ، وهذا ينفي عنه صفة الجمال ، والأفضل كلمة [معجباً] ، ويمكن الرد على ذلك بأن [عابثا] تدل على سرعة انتقال الظلال تبعا لحركة الشمس السريعة التي تمحو تلك اللوحات وبالتالي فهي دقيقة في موضعها.
2 – كما أن كلمة [قدام] يرى النقاد أنها أقرب إلى العامية ، وينبغي أن تترفع لغة الشعر عن لغة العوام (سمة من سمات مدرسة المهاجر التساهل اللغوي) .
أسلوب البيت خبري للوصْف .
6 - وكأنَّهُ لصَفائِهِ وسـنائِهِ بحرٌ تعومُ به الطيورُ الحُوَّمُ
اللغويـات :
صفائه : نقائه وخلوه من الشوائب × كدرته - سنائه : ضوئه - تعوم : تسبح - الحوَّم : الدائرة المحلقة في الفضاء م حائمة .
الشرح :
و كأن هذا النور لشدة جماله ونقائه ، يبدو كبحر تسبح فيه الطيور المحلقة مكونة لوحة ساحرة للطبيعة.
التذوق :
[كأنه لصفائه وسنائه بحر] : تشبيه مفصل للنور بالبحر ووجه الشبه الصفاء والسناء ، وفيه توضيح وإيحاء بالجمال .
[لصفائه وسنائه] : محسن بديعي / جناس ناقص يعطي جرساً موسيقياً .
[لصفائه وسنائه] : تقديم الجار والمجرور على خبر كأن أسلو ب قصر للتأكيد على الاهتمام بالمتقدم ، وهو توضيح ما يتميز به نور الله .
[بحر تعوم به الطيور] : استعارة مكنية ، تصور الطيور وهى طائرة في الجو أشخاصا تسبح في البحر وفيها تشخيص، وهذا الخيال فيه امتداد؛ لأن " تعوم " من صفات البحر .
تذكر : في الأبيات من (4 - 6) الصورة ممتدة لضوء الشمس فهو يبني أشكالاً مزخرفة ، ثم يعود ويهدمها ، وهو كالفنان و في صفائه يشبه البحر .
الصورة الممتدة : هي التي يكون فيها المشبه واحداً و المشبه به متعدداً .
ملحوظة : الأبيات من (2 - 6) تفصيل للإجمال في الشطر الثاني من البيت الأول .
نقد :
يعاب على الشاعر استخدام كلمة (به) ، الأصح (فيه) ؛ فالبحر مكان السباحة وليس الأداة أو الوسيلة .
أسلوب البيت خبري للوصف.
الأبيات من ( 7- 10)
" تمتع بالحياة ولا تبتئس"
7 - هَشَّتْ لكَ الدنيا فما لَكَ واجِـمًا وتبَسَّمَتْ فعلامَ لا تتَبَسَّمُ
اللغويـات :
هشَّت : تبسمت و أقبلت - الدنيا ج الدنا المذكر أدنى - مالك ؟ : عجبا لك - واجما : عابسا حزينا .
الشرح :
يدعو الشاعر الإنسان لترك التشاؤم و الإقبال على الحياة فيقول له : لقد ابتسمت لك الدنيا و أقبلت عليك ، فلمَ تقابلها بالعبوس والكآبة ؟! ولماذا لا تبادل ابتسامتها بابتسامة من عندك ؟!!
التذوق :
[هشت لك الدنيا] : استعارة مكنية ، تصور الدنيا إنسانا يبتسم ويضحك، وسر جمالها التشخيص، ومثلها " تبسمت " وهى امتداد للخيال يقويه .
[هشت - تبسمت] : إطناب بالترادف ؛ لتأكيد معنى التفاؤل .
[هشت - وواجما ، تبسمت - ولا تتبسم] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[فما لك واجما؟ - علام لاتتبسم؟] : أسلوب إنشائي/ استفهام غرضه : التعجب والاستنكار لموقف الإنسان المتشائم بلا سبب حقيقي .
[لاتتبسم] : التعبير بالمضارع "لاتتبسم" للتجدد والاستمرار .
8 - إِنْ كُنْتَ مكتَئِبًا لعِـزٍّ قد مضَى هيهاتَ يُرْجِعُهُ إليكَ تنَدُّمُ
اللغويـات :
مكتئبا : حزينا × منشرحاً - عز : قوة ، جاه ، ثروة - مضى : ذهب وضاع - هيهات : اسم فعل ماض بمعنى بَعُد - تَندُّم : ندم ، أسف .
الشرح :
إن كنت حزينا على جاهك و مجدك الضائع ، فمن المستحيل أن يعيده إليك الحزن والندم والحسرة .
التذوق :
[إن كنت مكتئباً] : التعبير بـ (إن) : يفيد الشك في أسباب التشاؤم واليأس لدى المتشائم .
[عز قد مضى] : استعارة مكنية ، تصور العز إنسانا قد رحل ومضى .
[يرجعه إليك تندم] : استعارة مكنية ، تصور العز بشيء مادي لا يمكن إرجاعه و فيها امتداد للخيال في الصورة السابقة .
[يرجعه إليك تندم] : استعارة مكنية ، تصور الندم إنسانا يفشل في إرجاع العز .
[مضى - يرجعه] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[هيهات] : تفيد استحالة أن يعود الماضي مرة أخرى .
[تندم] : نكرة ؛ لإفادة للعموم والشمول .
س1 : من سمات أدب المهاجر عدم تحري الدقة اللغوية أحيانا . وضح من خلال فهمك لهذا البيت .
جـ : بالفعل ففي هذا البيت يظهر عدم الدقة في قواعد النحو حيث جاء جواب الشرط " هيهات " بدون الفاء مع أنه فعل جامد يجب اقترانه بالفاء والصواب أن نقول : (فهيهات) .
أسلوب البيت خبري للنصح .
9 - أو كُنْتَ تشفقُ من حُلولِ مُصيبةٍ هيهاتَ يَمْنَعُ أَنْ تحِلَّ تجَهُّمُ
اللغويـات :
تشفق : تخاف × تأمن ، تطمئن - حلول : نزول ، وقوع - مُصِيبَة: شدّة، كارثَة ، بَلية ، مَكْروه - تحل : تنزل - تَجهُّم : عبوس وانقباض × بشاشة وابتسام .
الشرح :
ومازال الشاعر يفند (يبطل) أسباب التشاؤم لدى المتشائم قائلاً : إن كنت تخشى وتخاف أن تصيبك مصيبة تنزل بك ؛ فاعلم أنك لن تستطيع بحزنك وخوفك أن تمنع وقوعها ، وتحول دون مجيئها .
التذوق :
[حلول مصيبة] : استعارة مكنية ، تصور المصيبة إنسانا يحل بالمكان ، وهي صورة توحي بالفزع .
[هيهات يمنع أن تحل تجهم] : استعارة مكنية ، تصور التجهم إنسانا يعجز عن دفع المصيبة.
[حلول - ويمنع أن تحل] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
تقديم المفعول به، وهو المصدر المؤول " أن تحل " على الفاعل وهو " تجهم " للاهتمام .
أسلوب البيت خبري للنصح .
10 - أو كنتَ جاوَزْتَ الشبابَ فلا تَقُلْ شَاخَ الزمانُ ؛ فإِنَّهُ لا يَهْرَمُ
اللغويـات :
جاوزت : تخطيت وتعديت - الشباب : الفتوة والقوة × الشيخوخة - شاخ : كبر وضعف - يهرم : يكبر ويشيخ .
الشرح :
وإن كنت قد كبرت وتخطيت مرحلة الشباب فلا تحزن وتقل إن الزمان قد شاخ؛ فالزمان لا يكبر ولا يشيخ . فاستمد منه القوة والنشاط ؛ لتسعد بحياتك ...
س1 : اشرح الأبيات من (7-10) مبينا دلالتها على جميع الأزمنة .
جـ : هذه الدنيا باسمة أمامك فلِمَ تقابلها بالعبوس والاكتئاب ؟ !! ولماذا لا تستجيب لجمالها وتتأثر به؟ ، إن كنت حزينا لمجدك الضائع فلن يعيده إليك الحزن والندم- وإن كنت تخشى أن تصيبك مصيبة فإن هذا الخوف لن يمنع وقوعها- وإن كنت قد جاوزت الشباب فلا تقل: إن الزمان قد شاخ فإنه لا يشيخ ولا يهرم، فاستمدَّ منه القوة والنشاط؛ لتسعد بحياتك .
- دلالتها على جميع الأزمنة : هو بذلك قد دعاه إلى السعادة في جميع الأزمنة: في الماضي (عز مضى- وجاوزت الشباب) وفى الحاضر (ترك الوجوم والندم- والتمسك بالابتسام) وفى المستقبل (الزمان لا يهرم).
التذوق :
[جاوزت الشباب] : كناية عن كبر السن .
[فلا تقل] : أسلوب إنشائي/ نهى غرضه النصح والتحذير .
[شاخ الزمان] : استعارة مكنية ، تصور الزمان إنسانا يشيخ وسر جمالها التشخيص، ومثلها )فإنه لا يهرم) فهي امتداد للخيال السابق .
[الشباب - شاخ] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
[فإنه لا يهرم] : أسلوب مؤكد بإن والجملة تعليل لما قبلها .
س1 : وضح ما في الأبيات من (7 - 10) تكرار وبين أثره.
جـ : التكرار يتضح في (تبسمت) بعد (هشت) للتوكيد - و (علام لا تتبسم)، بعد (مالك واجما)؟ للتوكيد، وتكرار أساليب الشرط في البيت الثامن والتاسع والعاشر للمقارنة بين الحالين في كل بيت.
س2 : لم كرر حرف العطف " أو " ، وكلمة " هيهات " ؟
جـ : كرر حرف العطف ليفيد الشك ، وكرر " هيهات " لتأكيد استبعاد ذلك .
الأبيات من ( 11- 13)
" اترك الوهم وعش في الواقع الجميل "
11 - أَتَزورُ روحَكَ جَنَّةٌ فتَفوتَـها كَيْما تَزورُكَ بالظنونِ جَهَنَّمُ
اللغويـات :
جنة : أي السعادة والتفاؤل ج جنان ، جنات - تفوتها : تتركها - الظنون : الأوهام × الحقائق - جهنم : اسم من أسماء النار و المقصود عذاب التشاؤم .
الشرح :
عجيب أمرك أيها المتشائم، أتضيّع الجنة الحقيقية التي تمتلكها من أجل خوفك من جهنم التي تتوهمها
التذوق :
س1 : ما قيمة الجمع بين جنة وجهنم ؟
جـ : لتوضيح المعنى بالتضاد ، والموازنة بين حالة الجنة الحقيقية التي تدعو للتفاؤل ، وحالة جهنم المتوهمة التي لا يجوز الالتفات إليها ، والاكتئاب من أجلها ، وهذا يخدم فكرة الشاعر .
[أتزور روحك جنة] : استعارة مكنية ، فيها تشخيص للجنة، كأنها إنسان يزور ، والروح بإنسان يزار ، وهي صورة توحي بالمتعة .
[أتزور روحك جنة؟] : تقديم المفعول به (روحك) على الفاعل (جنة) للاهتمام .
[جنة] : نكرة للتعظيم .
[تزورك بالظنون جهنم؟] : استعارة مكنية ، فيها تشخيص لجهنم بإنسان يزور، وهي صورة توحي بالشقاء .
[وبالظنون] : إطناب بشبه الجملة الاعتراضية، لبيان أنها زيارة غير حقيقية، بينما زيارة الجنة حقيقية .
[جنة - وجهنم] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
وأسلوب البيت إنشائي/ استفهام غرضه : التعجب والاستنكار .
نقد : يرى بعض النقاد أن كلمة (تفوت) غير دقيقة في موضعها ؛ لأنها قريبة من لغة العامة (من سمات أدب المهاجر التساهل اللغوي).
12 - وترَى الحقيقةَ هيكلاً متًجَسِّدًا فتَعافُها لوَساوِسٍ تتَوَهَّم
اللغويـات :
هيكلا : بناء ضخما ج هياكل - متجسدا : مجسما واضحاً - تعافها : تكرهها وتزهد فيها × تحبها - وساوس : أوهام ، شكوك م وسواس - تُتوهَّم : تُظن .
الشرح :
وترى الحقيقة واضحة مجسمة أمامك في هذا الجمال ، ثم يدفعك اكتئابك المريض إلى الخضوع لشكوك وأوهام تجعلك تفضل الشقاء والجحيم على السعادة والنعيم .
التذوق :
[ترى الحقيقة هيكلا متجسدا] : تشبيه للحقيقة بالبناء الضخم الراسخ، وسر جماله التجسيم .
س1 : ماذا أفاد الإخبار عن (الحقيقة) بـ (هيكلا متجسدا) ؟
جـ : لبيان وضوحها الشديد وبالتالي فلا يصح إنكارها أو إغفالها .
نقد : يرى بعض النقاد أن وصف كلمة (الهيكل) بكلمة (متجسدا) غير موفق ؛ لأن الهيكل بناء ضخم و بالتالي فهو واضح وظاهر .
[فتعافها] : استعارة مكنية ، تصور الحقيقة طعاما تعافه النفس وفيها تجسيم ، والفاء تفيد سرعة النفور .
[الحقيقة - وساوس] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
وأسلوب البيت إنشائي/ استفهام غرضه : التعجب والاستنكار .
س2 : ماذا أفاد تكرار الاستفهام في البيتين إلحادي عشر والثاني عشر ؟
جـ : لتوكيد المقارنة بين موقف الإنسان المتشائم ، وبين ما يجب أن يكون عليه .
13 - يا مَنْ تَحِنُّ إلى غَدٍ في يَوْمِهِ قد بِعْتَ ما تَدْرِي بما لا تَعْلَم
اللغويـات :
تحن : تميل ، تشتاق - تدرى : تعلم × تجهل .
الشرح :
فيأيها الإنسان المتشائم الذي يشتاق إلى المستقبل مجهول و غد لا نعرف عنه شيئاً إنك بذلك تضحي بالسعادة التي يمكن أن تعيشها في يومك الحالي في سبيل غد ك الذي تجهله .
التذوق :
[يامن تحن إلى غد في يومه] : أسلوب إنشائي/ نداء للتنبيه أي تنبيه المكتئب إلى ضرورة نبذ (ترك)الاكتئاب والتشاؤم.
[قد بعت ما تدرى] : استعارة مكنية ، فيها تجسيم حيث شبه الحاضر بسلعة تباع .
[قد بعت ما تدرى بما لا تعلم] : كناية عن الاضطراب و الحماقة وعدم صحة الرأي .
[غد - يوم ، تدرى - لا تعلم] : محسن بديعي / طباق ، يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
في البيت التفات من الخطاب في [ تحن] إلى الغيبة في [ يومه] والعودة إلى الخطاب في [ بعت - تدرى - تعلم] وفائدة ذلك تحريك الذهن .
التعليق :
س 1: ما الذي يدعو الشاعر إليه في هذه الأبيات؟ وكيف أكد دعوته؟
جـ : الذي يدعو الشاعر إليه هو ضرورة البعد عن التشاؤم و الحزن ، والتمسك بالتفاؤل والأمل وأن نبتسم للحياة ولا نندم على ما فات ، - وقد أكد دعوته بأدلة واقعية ، استمدها من الطبيعة الجميلة التي خلقها الله للإنسان ، كالشمس والنجوم و النور ، والأزهار والنسيم والمياه الصافية .
اللون الأدبي للنص :
الأدب الاجتماعي ؛ فهو يعالج مشكلة اجتماعية.
الألفاظ والأساليب :
سهلة واضحة ملائمة للجو النفسي والأساليب خبرية وإنشائية وفيها بعض المحسنات غير المتكلفة.
الصور :
في النص صور كلية خطوطها (اللون والصوت والحركة) وجزئية تعتمد على (التشبيه - الاستعارة - الكناية - المجاز المرسل) .
الموسيقا :
ظاهرة في الوزن والقافية وحسن التقسيم والتصريع ، وخفية نابعة من انتقاء الألفاظ وترابط الأفكار وجمال التصوير.
س2 : ماذا في النص من سمات أدب المهاجر ؟
جـ : من سمات أدب المهاجر في النص :
1 - التأمل في الحياة والكون .
2 - الدعوة إلى التفاؤل .
3 - النزعة الإنسانية التي تحرص على سعادة البشرية .
4 - تشخيص الطبيعة ومزجها بالنفس الإنسانية .
5 - سهولة الألفاظ وقربها من لغة الحياة (قدام - تفوت) ، وعدم تحري الدقة اللغوية أحيانا (هيهات) .
ملامح شخصية الشاعر :
الثقافة الواسعة - والميل إلى التفاؤل - والاتجاه الإنساني.
من ملامح المحافظة (التقليد) :
الوزن الواحد والقافية الموحدة - بعض الخيال مستمد من القديم كتشبيه الماء بالفضة والشمس بالذهب.
من ملامح التجديد :
اختيار عنوان للنص - والدعوة إلى التفاؤل - ورسم الصور الكلية - والوحدة العضوية – التحرر من المحسنات المتكلفة .
س3 : الغرض من هذا النص : " الفخر – الحكمة – العتاب – الدعوة إلى التفاؤل " .. اختر الغرض الصحيح معللا .
جـ : الغرض من نص (كم تشتكي) لإيليا أبي ماضي : الدعوة إلى التفاؤل ؛ لأن الشاعر يرفض أن يرى إنساناً كئيباً بائساً مع أن الحياة حوله جميلة ؛ فالنجوم لامعة في السماء ، والأزهار متفتحة في الحدائق ، والطيور مغردة فوق الأشجار كلها تدعو إلى الإقبال على الحياة و التفاؤل ؛ ولذلك يقول :
- كم تشتكي وتقـول إنك معدم والأرض ملكك والسما والأنجم
- ولك الحقول وزهرها وأريجها ونســـيمها والبلبل المترنم
س4 : للطبيعة دورها في مضمون النص ، وضح هذا الدور .
جـ : عرض الشاعر كثيراً من مظاهر الطبيعة الجميلة ؛ ليؤكد دعوته إلي التفاؤل " كالنجم والزهر والأريج والنسيم والليل والنور والشمس" .
س5 : اعتمد الشاعر على المطابقات .. فما أثر ذلك في المعنى ؟
جـ : المطابقات توضح المعاني بالتضاد ، وقد اعتمد الشاعر عليها في هذا النص ليقنع المتشائم بضرورة ترك التشاؤم ، وليبين له بطلان دعواه وزيفها ، و من أمثلة ذلك : الطباق بين ( الأرض – السماء ) ، وبين ( معدم – وملكك ) ، وبين ( يبني – ويهدم ) ، وبين ( السفوح – والذرا) ، وبين ( هشت – وواجما) ، وبين ( تبسمت – ولا تتبسم ) ، وبين ( مضى – ويرجعه ) ، وبين ( الشباب – وشاخ ) .