بئر زمزم
زمزم جزء من الكعبة المشرفة ، وهى إستجابة لدعوة ابراهيم عليه السلام حين قال (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) سورة ابراهيم 37
بئر زمزم منة من الله على نبيه اسماعيل عليه السلام فجرها تحت قدميه حين اشتد به العطش هو و أمه وجعلها شرباً له ولحجاج بيت الله في المستقبل .
لقد أرسل الله جبريل عليه السلام فهمز الأرض بعقبيه أو بجناحه فظهر الماء ، وكانت أمه تجري بين الصفا و المروة بحثاً عن مخرج تنقذ به وليدها من العطش ...وبينما هى كذلك إذ سمعت أصوات السباع فخافتها على إبنها ، فجاءت نحوه ، فوجدته يفحص بيده عن الماء من تحت خده ويشرب.
وقد جعل الله جلت قدرته هذه العين طيبة مباركة على الرغم من صغر حجمها ، فهى تقوم مقام الأنهار الكبيرة ، مما يدل على أنها من فيض رحمة الله التي وسعت كل شيئ.
لقد بارك الله فيها حتى إنها لتفي بحاجة الحجيج الأعظم مهما بلغ عددهم ، وإنها لتمدهم بالري والغذاء معا.
وقد وردت في ذلك آثار شريفة فقد قال صلى الله عليه وسلم ( زمزم طعام طعم وشفاء سقم )
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم ، فيه طعام من الطعم ، وشفاء من السقم - وشر ماء على الأرض ماء بوادي برهوت بحضر موت وعليه رجل الجراد من الهواء - وفيه آيات بينات )* الحديث اخرجه الطبراني .
ولولا حفر إبراهيم الذي وسع زمزم وعمقها ما عمرت مكة..
وكان ظهور زمزم قبل الميلاد بحوالي عشرو قرنا ، وذلك على حسب التاريخ الذي أورده أهل الكتاب حين قالوا : إن إسماعيل ولد سنة 1910 قبل الميلاد.
وهذا التاريخ مقارب لرحلة إبراهيم عليه السلام إلى مصر حيث كان الهكسوس " ملوك الرعاة " يحكمونها "
أما تسميتها زمزم ترجع لأن هاجر أم إسماعيل عليهما السلام حين رأت الماء يتدفق ويسيح خشيت عليه من التبدد والضياع في الوادي ، فجعلت تحوط حوله ، وتقول بلسانها : زم ، زم يامبارك ، أي اجتمع و لا تتفرق.
وقيل أن الزمزمة عند العرب معناها الكثرة والإجتماع ، فسميت بذلك لكثرة الماء واجتماعه.
ومنها أنها زمت بالتراب حتى لا يتفرق الماء يمنة ويسرة.
ومنها أنها أخذت من الزمزمة وهى صوت الماء .
ولزمزم تسميات كثيرة
فهى زمزم - بفتح وسكون وفتح -
وزمم- بميم مشددة - بعد الزاي.
وهى الشباعة أي التي تشبع من يشرب منها من الجوع.
وهى الرواء والمروية : لأنها تروي من العطش.
وهى ركضة جبريل ، والركضة ضرب الأرض بالرجل.
وهى هزمة جبريل ، والهزمة كالهمزة أى غمزة جبريل الأرض.
وهى النافعة ، لما فيها من نفع كثير لا حصر له.
وهى العافية ، لما تذهب به من العلل و الأمراض.
وهى الميمونة ، لما فيها من يمن وبركة.
وهى برة ، لما فيها من البر وهو الخير .
وهى المضنونة ، من الضن وهو المنع ، أي الحرص عليه لنفاسته ، فالضنين هو النفيس.
بئر زمزم .. سر نبعه الغامض وفيضانه المستمر وخواص اللبن والعسلفي منبعه الأساسي سر غامض يعتبره علماء الجيولوجيا كنزا كبيراً ربما يستحيل كشف رموزه إلى أن تقوم الساعة.. ما من ماء يصل إلى هذا النبع حتى يكتسب خواص ماء زمزم، نقاءه وطهارته. هذه النتيجة ليست نظرية أو غيبية أو منقولة من بطون الكتب القديمة، لكنها خلاصة أبحاث علمية شملت البئر وماءه ودرجة نقائه، وشملت مياه آبار أخرى قريبة جدا منه، وجد أنها لا تتمتع بنفس الخواص.
يفيض الماء منه منذ آلاف السنين دون أن يجف البئر أو ينقص حجم المياه فيه، وكانت مفاجأة مدهشة للعلماء أثناء توسعة الحرم المكي وتشغيل مضخات ضخمة لشفط المياه من بئر زمزم حتى يمكن وضع الأساسات، أن غزارة المياه المسحوبة قابلها فيضان مستمر في الماء، يفور ويمور كأنه أمواج البحر.
فإذا كان العلم يقول هذا ويتعجب منه، فإن بعض المنقطعين للعبادة في الحرم المكي والعاكفين يروون أسرارا لا يجدون لها تفسيرا، فيكتفون باعتبارها من الغيبيات التي توجب الاستنكار أو الدهشة، فماء زمزم الذي يشربونه في انقطاعهم للعبادة تتغير خواصه فيصبح كأنه لبن أو عسل مصفى.