مصدر ماء زمزم

مصدر ماء زمزم

من الملاحظ أن زمزم وهى عين وليست نهراً جارياً تقوم مقام الأنهار الكبيرة في كفايتها وإمداداتها.
وما ذلك إلا لبركة وضعها الله فيها.
وعلى الرغم من أن كثرة الحجيج عاما بعد عام حتى بلغوا الملايين فإن واحداً منهم لم يشك التقصير ، أو عدم الحصول على حاجته من ماء زمزم ي أي وقت شاء.
وقد فجر الله هذه العين في مكان لم يعهد فيه ماء من قبل وبين جبال محيطة وصخور متراكمة وفي أرض قاحلة وصفها إبراهيم عليه السلام بقوله " واد غير ذي زرع " فكان تفجيرها معجزة .. وبقاؤها نابعة فوارة بالماء إلى ذلك الوقت ما يقرب من أربعين قرنا استمرار لهذه المعجزة...
وقد كفل الله الأسباب المهيئة لتغذية هذه البئر لتظل كعهدها جارية بالخير وافرة بالعطاء وافية بالغرض الذي فجرها الله من أجله.
ومصادر الآبار عادة تتغذى من المياه المتواجدة في باطن الأرض من الأودية ، أو من الشقوق الصخرية نتيجة لعوامل مختلفة.
وهذه المياه تختزن في باطن الأرض نتيجة أمطار أو سيول ، والأمطار في مكة قليلة ، ولكن السيول كثيراً ما تجتاح مكة بين الحين والحين ، وقد تعرض الحرم الشريف لأضرار مختلفة نتيجة هذه السيول.
وتشير الدلائل إلى أن هناك علاقة بين الأمطار والسيول التي تجتاح مكة من حين لآخر وبين بئر زمزم.
واللافت للنظر أن زمزم مهما بلغ إرتفاع الماء فيها لا تجاوز مجراها ، وعلى الرغم من إرتفاعها في مقرها وإرتفاع الحرم عن بقية مكة ، ويقولون : إنه لو أنها كانت في بطن الوادي لسال ماؤها على سطح الأرض ، وما ذلك إلا لحفظ إلهي لها ، وتقدير رباني بأن يظل ماء زمزم في داخل الحرم لا يجاوزه.
إلا إن الأمطار والسيول ليستا هما المصدر الرئيسي لإمدام زمزم بالمياه:
إن هناك سراً أعظم من ذلك ، تدل مشاهدات العلماء الذين يذكرون أن بئر زمزم تعمل كبئر ارتوازي عندما تهطل الأمطار ، فإن بئر زمزم كانت تتدفق منها المياه إلى أعلى منطقة إلى الخارج ، ولم تستقبل شيئاً من السيول والأمطار المقتحمة ، حتى كان البسطاء يقولون : إن البئر ينظف نفسه .. وإلتقط أحد الخبراء خرطوما ووضعه وسط البئر فوجد الماء يتدفق من الطرف الآخر مما يدل على أن هناك قوة ضاغطة من أسفل إلى أعلى .. واستخلص من ذلك أن هناك مصدرا مستقلاً لإمداد بئر زمزم بالماء يحفظ عليها بقاءها ونظافتها واستمرارها .
لقد اثبت الخبراء أن زمزم تستمد ماءها من صخور قاعية تكونت في العصور القديمة عبر ثلاث تصدعات صخرية ، تمتد من الكعبة المشرفة والصفا والمروة وتلتقي في البئر ، ويصل الضغط الرأسي للمياه المتدفقة إلى حوالي عشرة أمتار.
ويعلو طبقة الصخر الموجودة طبقة من الرمل الناعم يصل سمكها إلى 16 مترا.
علماً بأن للمياه الجوفية المتدفقة عبر المواد الغرينية خواص طبيعية وكيمائية تختلف عن مثيلاتها في زمزم.