** الأخلاق لغة واصطلاحاً
* الأخلاق لغة :الأخلاق في اللغة جمع خلق والخلق اسم لسجية الإنسان وطبيعته التي خلق عليها وهو مأخوذ من مادة ( خ ل ق ) التي تدل على تقدير الشيئ .
قال تعالى : ( وإنك لعلى خلق عظيم ) " القلم : 4 "
والخلق العظيم هنا هو - كما يقول الإمام الطبري : " الأدب العظيم ، وذلك أدب القرآن الذي أدبه الله به وهو الإسلام وشرائعه ، وقد روى هذا المعنى عن ابن عباس رضى الله عنهما في قوله تعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) المعنى : على دين عظيم وهو الإسلام ) .
وعن عائشة رضى الله عنها عنمدا سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :" كان خلقه القرآن "
* الأخلاق اصطلاحاً :قال الجاحظ : إن الخلق هو حال النفس بها يفعل الإنسان أفعاله بلا روية ولا إختيار ، والخلق قد يكون في بعض الناس غريزة وطبعًا، وفي بعضهم لا يكون إلا بالرياضة والإجتهاد ، كالسخاء قد يوجد في كثير من الناس من غير رياضة و لا تعلم ، وكالشجاعة والحلم والعفة والعدل وغير ذلك من الأخلاق المحمودة "
الأخلاق الإسلامية
إن الأخلاق الإسلامية هى السلوك من أجل الحياة الخيرة وطريقة للتعامل الإنساني ، حيث يكون السلوك بمقتضاها له مضمون إنساني يستهدف غايات خيرة .
وقد عرف بعض الباحثين الأخلاق في نظر الإسلام بإنها عبارة عن " مجموعة المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني التي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان و تحديد علاقته بغيره على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على أكمل وجه "
ويتضح من هذا التعريف أن الأخلاق في نظر الإسلام هى جمع شامل في منظور متكامل بين مصدرها وطبيعتها ومغزاها الإجتماعي وغايتها.
* وللنظام الأخلاقي في الإسلام طابعان مميزان :الأول : طابع إلهي من حديث أنه مراد ، إذ أنه يتبع الإنسان في هذه الحياة رغبة الله في خلقه ، ولذلك جاء الوحى بصورة هذا النظام .
الثاني : طابع إنساني من حيث إن هذا النظام عام في بعض نواحيه يتضمن المبادئ العامة ، وللإنسان دوره في تحديد واجباته الخاصة والتعرف على طبيعة مظاهر السلوك الإنساني المعبرة عن القيم ، لذا تعد الأخلاق روح الإسلام ، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " البر حسن الخلق "
[size=18]
العبادات كلها مرتبطة بحسن الخلق
ففي الصلوات قال الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا سمعتم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم بالسكينة والوقار "
ومن ثمرات الصلوات ما ذكره الله في كتابه ( إن اللاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) " العنكبوت :45 "
وفي الصيام قال الله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) " البقرة : 183 "
وقال النبي صلى الله عليه وسلم " الصيام جنة ، وإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم - مرتين "
وقال عليه الصلاة والسلام " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه "
وفي الحج قال الله تعالى ( فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج ) " البقرة : 197 "
وفي الزكاة قال تعالى ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ) " التوبة : 103 "
وفي المعاشرة الزوجية قال تعالى ( فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ) " البقرة : 229 "
وفي البيوع ونحوها قال عليه الصلاة والسلام " من غشنا فليس منا "
وللحديث بقية بإذن الله تعالى مع علامات حسن الخلق - وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم