علامات حسن الخلق
قال الإمام الغزالي - رحمه الله تعالى -:-
" جمع بعضهم علامات حسن الخلق ، فقال : هو أن يكون : كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العملب ، قليل الزلل ، قليل الفضول ، برًا ، وصوزلاً ، وقورًا ، صبورًا ، شكورًا ، رضيًا ، حكيمًا رفيقًا ، عفيفًا ، شفيقًا ، لا لعانا ، ولا سبابا ، ولا نماما ، ولا مغتابا ، ولا عجولا ، ولا حقودا ، ولا بخيلا ، ولا حسودا بشاشا ، هشاشا ، يحب في الله ، ويبغض في الله ، ويرضى في الله ، ويغضب في الله ، فهذا هو حسن الخلق "
أركان حسن الخلق
الصبر ، العفة ، الشجاعة ، العدل .
فالصبر : يحمله على الإحتمال وكظم الغيظ ، وكف الأذى والحلم والأناة والرفق وعدم الطيش والعجلة .
العفة : تحمله على اجتناب الرذائل والقبائح من القول والفعل وتحمله على الحياء وهو رأس كل خير وتمنعه من الفحشاء والبخل والكذب والغيبة والنميمة .
الشجاعة :تحمله على عزة النفس وعلى البذل وكظم الغيظ والحلم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب "
العدل : يحمله على اعتدال أخلاقه وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط فيحمله على خلق الجود والسخاء وعلى خلق الشجاعة وعلى خلق الحلم .
النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن
وقد سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت
" كان خلقه القرآن "وصف موجز وبليغ تصف به أم المؤمنين الفقيهة العالمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصف شامل وجامع " كان خلقه القرآن " صلوات ربي وسلامه عليه ، خلقه هذا القرآن الذي ( يهدي للتي هى أقوم ) " الإسراء : 9 " و ( يهدي إلى الرشد ) " الجن : 2 "
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وفي رواية " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق "
لا يعلم قدر أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
إلا الرب الكريم العلي
قال تعالى لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم ( وإنك لعلى خلق عظيم )-"القلم : 4 "
هكذا تجئ الشهادة الكبرى والتكريم العظيم ( وإنك لعلى خلق عظيم ) وتتجاوب أرجاء الوجود بهذا الثناء الفريد على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ويثبت هذا الثناء العلوي في صميم الوجود ويعجز كل قلم ويعجز كل تصور عن وصف قيمة هذه الكلمة العظيمة من رب الوجود وهى شهادة من الله في ميزان الله لعبد الله يقول له فيها ( وإنك لعلى خلق عظيم ) ومدلول الخلق العظيم هو ما هو عند الله مما لا يبلغ إلى إدراك مداه أحد من العالمين .
وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى مع صور مضيئة من حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته