محمود تيمور
* أضواء على الموضوع :
* اتفق نقاد الأدب على أن القصة العربية الحديثة إنما مرت بمراحلَ متعاقبةٍ فى خلال القرن الماضى من (الترجمة، فالمحاكاة، ثم الابتداع).
* أما ميراث العربية من القصص فقد تمثل فى :
- القصص الحكْمى : مثل "كليلة ودمنة" وأمثالها.
- القصص البلاغى : الذى عنى بالتأنق فى اللفظ مثل : "المقامات الهمذانية ، والحريرية".
- القصص الشعبى : الذى لا يعد من النثر الفنى مثل : "ألف ليلة وليلة"، ونظائرها.
* الأدب العربى القديم لم يسهم فى القصة إلا بالنزر اليسير، فالقصة الفنية دخيلة عليه، .
* ولكن : ما سر الحظوة التى لقيها الأدب الغربى فى بيئتنا الشرقية؟ وللجواب، نقول : إذا كنا قد أحببنا القصة الغربية؛ فلأن الأمة العربية قصصية بالطبع، وحبها للقصة موروث، فنحن الذين قلنا من غَاِبرِ الدهر : (قال الراوى) ، و (يُحكَى أنَّ)، و (زَعَمُوا أنَّ)، و (كان ياما كان) إلى آخر تلك الفواتح التى يمهد بها القصاص العربى لما يقول.
* وهذا "جوستاف لوبون" يتحدث فى القرن التاسع عشر عن غرام الشرقيين بالقصص فيقول :
" أتيح لى أن أشاهد جمعاً عربياً من الحمالين، والنواتى ( البحارة)، والأجُراء يستمعون إلى إحدى القصص، وأشك أن يصيب مثل ذلك النجاح لو أنشد جماعة من فلاحى فرنسا شيئاً من أدب لامارتين".
* وينقل "جوستاف لوبون" عن أحد السياح قوله : " لينظر الإنسان إلى أبناء الصحراء، حين يستمعون إلى القصص؛ ليرى كيف يضطربون ويهدءون ، وكيف تلمع عيونهم".
* وقد تحدث مؤرخو الأدب المعاصرون عن القصة فى الأدب العربى القديم، فكان كالآتى :
- القصص المترجمة عن الفارسية، أو الهندية فى عصر العباسيين، أسلوب المقامات، الأدب الشعبى .
- وبين هذا وذاك تحدثوا عن : "رسالة الغفران" للمعرّى، و "رسالة التوابع والزوابع" لابن شهيد الأندلسى، و"محاكمة الجن للإنسان" لإخوان الصفا، و "حى بن يقظان" لابن طفيل.
* يعتبر كتاب "ألف ليلة وليلة" ذلك العباب الزاخر الذى جمع خرافات، وأساطير، وكتاب سيرة عنترة، وغيرها من تلك الأسمار، والأقاصيص التى يحفل بها تراثنا العربى فى كتبنا الثقافية المختلفة.
وقد كشف الباحثون فى كتاب "ألف ليلة وليلة" عن مراجع أسماره وأقاصيصه فى كتب العربية التى أفلتت من براثن الأحداث... وتحيا الآن بين الناس عروساً تبهر العيون.
يتحدث (ابن النديم) عن (الجهشارى) فيقول : إنه أحد الأخباريين الذين كانوا يشاركون فى التأليف القصصى ويقول " السمعانى فى الأنساب" : يقال لمن يروى الحكايات والقصص والنوادر والأخبار "الأخبارى".
* يقول كاتب المقال : (وقد أنكرنا على الأدب العربى أن فيه قصة، لأن القصة الغربية تختلف فى صياغتها، وإطارها المرسوم لها).
* إننا نزاول فن القصة بألوان شتى من وراثات عربية أصيلة، ونحن نفكر فى موضوعاتنا ؛ ونعالج كتابتها بباعث من تلك الوراثات المتأصلة.
* إن نهضتنا الحديثة فى الأدب لو كانت قد خلت من عنصر القصة الفنية لما عجزنا فى انبعاثنا الأدبى الجديد أن نخلق القصة من وحى الأدب العربى وحده، وهذا يشق لنا مجرى لقصة عربية جديدة الطابع والطراز.
(أ) "الطبع - هوها - تهفو" هات مرادف الأولى ومضاد الثانية وإيحاء الثالثة.
المرادف : الفطرة، والمضاد، كراهيتها، والإيحاء : توحي بالشوق والحنين.
(ب) لمحمود تيمور رأي في فن القصة عند العرب.. وضحه.
يرى تيمور أن الأمة العربية أمة قصصية بالطبع والفطرة ولو لم تعرف القصة الغربية لما عجزت عن استحداث فن القصة من وحي الأدب العربي وحده.
فنحن نزاول فن القصة بألوان شتى من وراثات عربية أصيلة، ونحن نعالج موضوعاتها بباعث من تلك الوراثات المتأصلة فينا من التراث القصصي العربي.
(ج) لجوستاف لوبون رأي خاص عن موقع القصة في الشرق العربي.. وضح ذلك.
يرى جوستاف لوبون أن للقاص في الشرق مكانة عظيمة، فهو يؤثر في سامعية ويحول بكاءهم إلى ضحك ودعتهم إلى غضب ويجعلهم يضطربون أو يهدءون ويقول إن لهم تأثيرًا أقوى من تأثير شعراء أوروبا.
(ب) وضح الفكرة التي يعرضها الكاتب في العبارة.
القلوب العربية أشربت حب القصة واتبعت مناهجها لأنها تميل بطبيعتها إلى القصة وروحها منجذبة إليها.
(ج) ما المراد بــ (أن الأمة العربية قصصية بالطبع)؟
معنى العبارة أن حب القصة طبيعة راسخة متأصلة وليس تطبعًا.
(د) لماذا أنكر بعض النقاد وجود القصة في أدبنا العربي القديم؟ وبم ترد عليهم؟
أنكروا ذلك لأنهم قاسوها على مقومات القصة الغربية والواقع أن الأدب العربي حافل بالقصص التي تلاءم الذوق العربي والطبيعة العربية والقيم العربية كما شهد بذلك بعض علماء الغرب.
س3- (إن وراء هذا كله ذلك الميراث الحاشد الممدود على مدار التاريخ منذ نشوء الأمة العربية إلى يومها الحاضر، ذلك العباب الزاخر الذي (تتدفق به) المكتبة العربية على توالي الحقب من قصص وأحاديث، ومن محاورات وأسمار). |
| (أ) تخير الإجابة الصحيحة لما يأتي من بين القوسين : 1- نبحث في المعجم عن (الميراث) في : (مرث - رثى - ورث). 2- (مدار) : (اسم مكان - اسم زمان - اسم مفعول - مصدر ميمي). 3- مرادف (العباب) : (كثرة الماء - أول الشىء - الضباب). - ورث. 2- مصدر ميمي. 3- كثرة الماء.
(ب) ما هدف الكاتب من العبارة.
الهدف بيان أن الأمة العربية لها اليد الطولى في الفن القصصي من قديم الزمان.
(ج) لو لم نتأثر بالقصة الغربية فهل كان يمكن أن تظهر القصة الفنية في أدبنا الحديث؟ علل لما تقول.. نعم. كان يمكن ذلك؛ لأن الأمة العربية تعشق القصص كما أن أدبنا العربي حافل بالقصص والأساطير مما يجعل لنا مددًا لا ينضب.
ب) يرى محمود تيمور أن فن القصة في الأدب العربي واضح في كل عصر. ناقش هذا الرأي موضحا سبب إنكار البعض أن الأدب العربي فيه قصة. يرى تيمور أن فن القصة في الأدب العربي واضح في كل عصر، فهي ليست بالفن الجديد أو المستحدث، بل قديمة قدم التاريخ، تشهد بذلك المكتبة العربية التي تزخر بالعديد من القصص والأحاديث والأسمار والمحاورات والخرافات والأساطير... وهي في مجملها تصور نفسية وقيم وأخلاق المجتمع العربي. وسبب إنكار بعض المؤرخين لكون الأدب العربي فيه قصة أنهم جعلوا القصة الغربية مقياسا وميزانا، ولم يجدوا مثلها في الأدب العربي، والحقيقة أن للقصة في الأدب العربي ملامح وسمات خاصة بها، وهي موجودة في الأدب العربي منذ العصور القديمة.
|
(ج) ضع علامة الصواب () أو الخطأ () أمام كل عبارة فيما يأتي، ثم اكتب صواب الخطأ.
1- تنوعت القصص في التراث العربي بين القصص الحكمي والبلاغي والشعبي.
2- أشهر كتب الأمثال التي بين أيدينا : (مجمع الأمثال) للزمخشري، و (جمهرة الأمثال) للميداني.
3- ليس لدينا القدرة على خلق القصة من وحي الأدب العربي وحده.
4- من القصص الشعبي ألف ليلة وليلة وسيرة عنترة.
5- قصصنا في العصر الحديث مزيج من الأدب العربي العريق والقصص الشرقي التليد.
-
2- والصواب : أشهر كتب الأمثال التي بين أيدينا : (مجمع الأمثال) للميداني، و (جمهرة الأمثال) للعسكري.
3- والصواب : لدينا القدرة.
4-
5-